الأهلي السعودي “.. استراتيجية ذكية لبناء فريق قادر على الهيمنة الآسيوية ” .

بقلم : فهد الرياحي

يواصل النادي الأهلي السعودي رسم ملامح مرحلة جديدة في تاريخه الرياضي والإداري، من خلال استراتيجية طموحة ترتكز على الاستدامة المالية، التطور المؤسسي، والتنافسية الرياضية. تهدف الإدارة إلى تعزيز مكانة الأهلي كأحد أبرز الأندية في القارة، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 لتطوير الأندية الرياضية وتحويلها إلى كيانات مالية مستقلة قادرة على المنافسة محليًا وقاريًا.

رؤية إدارية متكاملة ومشاريع استراتيجية

تركز الإدارة على تطوير البنية التحتية للنادي وتنويع مصادر الإيرادات عبر عقود الرعاية، الشراكات الاستثمارية، والمشاريع التجارية. ومن أبرز هذه الخطوات اللي نفذتها الإدارة توقّيع النادي مع مجموعة من اتفاقيات الرعاية والشراكات الاستراتيجية مع كبرى الشركات الوطنية والعالمية، من أبرزها: البحر الأحمر الدولية (راعي بلاتيني)، سايت (راعي فضي)، أديداس (المورّد الرسمي لملابس الفريق)، وسط جدة (شراكة استراتيجية طويلة الأمد)، نيوليب (حلول رقمية ومالية)، ودان (شركة سياحية مملوكة لصندوق الاستثمارات العامة).

كما وقّع النادي اتفاقية مع مجموعة Cenomi لتوسيع انتشار منتجاته حتى موسم 2027، إضافةً إلى تعاون مع شركة SCAI للذكاء الاصطناعي لتعزيز تجربة الجماهير والتحول الرقمي، إلى جانب عقود سابقة مع إم جي موتور والشركة السعودية لصناعة الورق.

مشروع “إمبراطورية 2027”.. بناء فريق للمستقبل

تضع إدارة الأهلي نصب أعينها مشروعًا طموحًا تحت اسم “إمبراطورية 2027″، يهدف إلى بناء فريق قادر على المنافسة القارية والدولية. ويرتكز المشروع على اختيار اللاعبين بعناية فائقة، التوازن بين الخبرة والقدرات البدنية، والاستثمار في المواهب الشابة لضمان استدامة الأداء والنجاح.  شهد انضمام عدد من اللاعبين الشباب الواعدين الذين أثبتوا جدارتهم في فرق الشباب، ما يعكس التزام الإدارة بخطط طويلة المدى.

دور المدرب والفريق الفني

يقود المدرب الألماني ماتياس يايسله المشروع برؤية واضحة، حيث يشرف على اختيار اللاعبين بما يتوافق مع فلسفة الفريق وأهداف الإدارة. وقد جرى تجديد عقد المدرب لموسمين إضافيين لضمان استقرار القيادة الفنية واستمرارية تطوير الفريق نحو القمة الآسيوية.

اختيار دقيق للمحترفين الجدد

انضمام لاعبين عالميين نوعيين يعكس حرص الإدارة على تعزيز التنافسية القارية والدولية. وتؤكد الإدارة أن كل صفقة تم اختيارها بناءً على معايير فنية دقيقة تتناسب مع فلسفة الفريق واحتياجاته التكتيكية، مع الحفاظ على التوازن بين خبرة اللاعبين الكبار وحيوية الشباب.

إدارة محترفة ودعم الخبرات الاستشارية

تأتي خطوة تعيين أحمد عيد مستشارًا للنادي لتعزيز الخبرات الرياضية والإدارية، بما يسهم في إعادة ترتيب أوراق النادي داخليًا وضمان إدارة احترافية تحقق الأهداف طويلة المدى. وتعمل هذه الخبرة الاستشارية على تسريع اتخاذ القرارات الفنية والاستثمارية المهمة، بما يعزز قوة المشروع ويضمن استمراريته.

تجربة الجماهير والاستدامة المالية

تركّز إدارة الأهلي على تحقيق استدامة مالية حقيقية من خلال استثمار الشعبية الكبيرة للنادي وعقد شراكات استراتيجية مع كبرى العلامات التجارية. كما عملت على تطوير المنصات الرقمية لتعزيز قنوات التواصل مع الجماهير، وبناء جسور متينة من التفاعل والمشاركة، ما يعكس نجاح الاستراتيجية في تكوين مجتمع جماهيري واعٍ ومؤثر. وتُظهر الإدارة تقديرًا كبيرًا للجماهير التي تقف خلف كل إنجاز، إذ تعدّهم الشريك الأهم في مسيرة النادي، في علاقة نادرة بين نادٍ وجماهيره، حيث يشارك المشجعون برؤاهم وآرائهم حتى في بعض القرارات الفنية والإدارية، في نموذج فريد يُجسّد قوة الانتماء والولاء.

مرحلة انتقالية منظمة واستمرارية العمل

على الرغم من مغادرة المدير التنفيذي السابق، وضعت الإدارة خطة انتقالية سلسة لضمان استمرارية العمل دون أي تأثير على البرامج الفنية أو المشاريع الاستثمارية. وتؤكد الإدارة أن النادي يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق رؤية استراتيجية شاملة تجعل الأهلي نموذجًا رائدًا في الإدارة الرياضية الحديثة.

الأهلي.. بين التاريخ والطموح

يعكس الحراك الإداري والفني الطموح وعي النادي بحجم التحديات والفرص في المشهد الرياضي السعودي والقاري، ويؤكد أن المرحلة المقبلة ستشهد تحولًا نوعيًا في تاريخ الأهلي. بالاعتماد على رؤية استراتيجية واضحة، إدارة محترفة، وفريق فني قادر على تحقيق الهيمنة الرياضية على المستوى الآسيوي، يظل الأهلي رمزًا للتاريخ العريق والطموح المستمر الذي لا يتوقف، في طريقه لكتابة فصول جديدة من المجد والإنجازات.