كتاب واصل

تغيَّرنا يغيرنا ( ١ )

الدكتور خالد علي الغامدي
اخصاىي نفسي وخبير تربوي
@drkali2008

الجميع يفكر في تغيير العالم حتى لا يخرج من منطقة الراحة، ولكن التغيير يمكن أن يكون مؤلمًا في كثير من الحالات. هذا الألم قد يكون نفسيًا، اجتماعيًا، اقتصاديًا أو حتى جسديًا، حسب نوع التغيير وكيفية تأثيره على الأفراد والمجتمعات. . والإنسان بطبيعته يفضل الاستقرار ويشعر بالأمان في المواقف المألوفة، لذلك فإن الخروج من هذا “المنطقة الآمنة” نحو التغيير قد يثير القلق والتوتر يؤدي إلى فقدان الشعور بالتحكم في الحياة و قد يشعر الأفراد بالعجز أو الإحباط و في بعض الحالات، قد يشعر الأفراد أو المجتمعات بأن هويتهم مهددة نتيجة للتغيرات الثقافية أو الاجتماعية والاقتصادي. والتغيير في القيم والعادات قد يؤدي إلى الشعور بالضياع أو التشويش حول معنى الانتماء. والإنسان عادة ما يقاوم التغيير لأنه يتطلب جهدًا وتعديلًا في العادات اليومية مما يؤدي إلى شعور بالمعاناة أو الانزعاج وكذلك التغييرات الاقتصادية، مثل فقدان الوظائف أو التغيرات في أسواق العمل، يمكن أن تكون مؤلمة بشكل خاص. الانتقال إلى أساليب حياة جديدة أو تقنيات حديثة قد يؤدي إلى مشاكل في التكيف مع الواقع الجديد. ورغم أن التغيير قد يكون مؤلمًا في البداية، إلا أنه يحمل العديد من الإيجابيات التي تسهم في تحسين الأفراد والمجتمعات. من أبرز هذه الإيجابيات: التطور والنمو الشخصي ويجعل الأفراد أكثر مرونة وقدرة على التعامل مع التحديات المستقبلية. من خلال التغيير، يتعلم الفرد كيفية التكيف مع الظروف الجديدة وتوسيع آفاقه والتغيير يشجع على الابتكار والإبداع. عند مواجهة تحديات جديدة، قد يتم التفكير بطرق غير تقليدية لإيجاد حلول. التغيير في التكنولوجيا والعلوم، على سبيل المثال، يؤدي إلى تطوير أدوات وتقنيات جديدة تُحسن من جودة الحياة والتغيير قد يفتح أبوابًا لفرص جديدة سواء على مستوى العمل، العلاقات الاجتماعية أو حتى في مجال الهوايات والاهتمامات. فقد ينتج عن التغيير الحصول على فرص عمل أفضل، التنقل إلى مكان جديد، أو حتى اكتشاف أشياء جديدة لم تكن ممكنة قبل التغيير وهو يوفر فرصة لإعادة النظر في القيم والأهداف الشخصية ويمكن أن يؤدي إلى حياة أكثر اتزانًا ورضا التغيير يساهم في كسر الروتين والملل، مما يجعل الحياة أكثر إثارة. التغيير في المكان، تغيير نمط الحياة يمكن أن يعيد الحيوية والاندفاع للأفراد الذين يشعرون بالركود. التغيير الاجتماعي يساهم في تعزيز الوعي المجتمعي وتحقيق التقدم نحو التغييرات التي تحدث على مستوى الأفراد أو المجتمعات وذلك يؤدي إلى تحسين الأداء وزيادة الإنتاجية والابتكار، مما يساهم في تحقيق النجاح الشخصي والجماعي ويمكن القول ان التغيير، رغم تحدياته، يحمل في طياته فرصًا هائلة للتحسين والنمو والصحة النفسية المتزنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى