كتاب واصل

حقوق الطبع محفوظة

الكاتب محمد الثقفي

من حقك أن تكون مبدعا لأنه حق مشروع ومن حقك أن تكون شاعرا وتنظم أعذب القصائد لتشنف بها آذاننا ومن منطلق حديث النبي صلى الله عليه وسلم  ( لن تدع العرب الشعر حتى تدع الإبل الحنين ) وكان صلى الله عليه وسلم يستمع إلى الشعر ويقول ( هيه ياخناس ) ويحفظ شيئا من شعر زهير وشيئا من شعر طرفة بن العبد للحس الديني والحكمة في شعرهما وكانت العرب تفرح إذا ولد فيهم الشاعر ولذلك فإنها تقيم الأفراح والليالي الملاح وتحتسي الشراب في الأواني والأقداح مابين مشاعر الأتراح وقهقهات المزاح وقد تناوله ابن سلام الجمحي في كتابه ( طبقات فحول الشعراء ) وكذلك ابن قتيبة في كتابه ( الشعر والشعراء ) وعرفه ابن فارس في كتابه ( الصاحبي ) بأنه الفطنة بالغوامض من الأسباب وهناك كلام كثير في هذا الموضوع وكل الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يحبون الشعر ويرددون أشعارهم وخاصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ولهم ملاحظات نقدية وتعليقات على الشعراء وأشعارهم وكذلك نحن نحب الشعر بشقيه الفصيح والعامي ونفضل الفصيح لأنه على لغة العرب الفصحى ويعبر عن لغة مشتركة وليس لهجة محلية فبيت واحد من الشعر للقصيبي اراه يعدل قصيدة كاملة للدكتور عبدالرحمن العشماوي مع العلم انني من محبي العشماوي وشعره ، والتفسير عند أحمد شوقي يقول :
والشعر مالم يكن ذكرى وعاطفة
أو حكمة فهو تقطيع وأوزان

إذا الشعر لم يهززك عند سماعه
 فليس جديرا أن يقال له شعر.

انظر معي لهذه الأبيات للقصيبي وتذوق الشعر:

ضرب من العشق لادرب من الحجر                        هذاالذي طار بالواحات للجزر.
ساق الخيام إلى الشطآن فانزلق                           عبر المياه شراعا أبيض الخفر.

ماذا أرى ؟ زورقا في اليم مندفعا ؟!                      أم أنه جمل مامل من سفر.

وهذه أغنيات الغوص في أذني                أم الحداة شدوا بالشعر في سحر ؟!                 واستيقظت نخلة وسنى توشوشني            من طوَّق النخل بالأصداف والدرر ؟!

ولكن ليس من حقك أن تسرق قصيدة وتنسبها لنفسك بلا خجل ولا وجل أو تسرق من كل قصيدة مغمورة بيتا من أبياتها وتجمعها في قصيدة وتقول هذه من قصائدي لأن هذه سرقة فكر وإبداع وتعد على حقوق وملكية الآخرين وفيها محاكم ومطالبات وقضاء .

يقول زهير بن أبي سلمى :
ومهما تكن عند امرئ من خليقة                   وإن خالها تخفى على الناس تعلم

ومن حقك أن تكون ( دكتورا ) تحمل درجة علمية وتعلم وتؤلف ، ولكن ليس من حقك أن تشتري بحثا أو شهادة علمية من سوق النخاسة ، ثم تظهر متفاخرا أمام الملأ وتقول أنا دكتور فهي ليست من جامعة رسمية ولم تناقش وليس هناك بحث علمي معترف به ولكنه مجرد كلام مباح من جامعات تقتنص المزورين لتمنحهم تلك الشهادات ، ويحزنني أن البعض لديه دكتوراة في إدارة النجارة في علم الطرارة ، فقط استبيانات وجداول وكلمات متقاطعة حول علوما لا تخدم المجتمعات ونحوها تلك التربويات التي لا تعود بنفع مُراد كما هو المأمول من تلك الدراساتالتربوية التي تم الحصول عليها من جامعات غير معترف بها ودون ادنى جهد من صاحبها.

قال تعالى : ( وقل رب زدني علما )

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى