مساحة حرة

“سكت الكلام وتكلّم الصمت”

بقلم : فهد الرياحي

حين يرتدي الواقع ” ثوباً مختلف “
ويقلب الزمن – صفحاته بلا استئذان “
تصمت الكلمات !
وتعلو ” لغة الصمت ” حيرةً ودهشة
هناك حيث ” تتوقف الأسئلة “
وتتساقط الإجابات !
ويبقى كل شيء في حالة تأملٍ وصمت .

بين “سكون الكلام” و”صوت الصمت” حكايةٌ وأبعاد
تنسج الروح أبلغ حكاياتها
فالصمت ليس غياباً
بل حضورٌ ناطق
يشهد بثبات على المبادئ
في عالم تتبدل فيه الوجوه كالأقنعة.

أنا رجل لا تشترى مبادئه
ولا تغشى أفكاره
كلمتي واحدة : الصدق .

في زمنٍ طغى فيه التلون
واصطدمت القيم بالمصالح
أبقى كما أنا
لا ألتفت إلا لصدقٍ يخلد في القلب
ولا أنحني لمتغيرات تسرق جوهر الإنسان.

أمسكت بخطام المعاني
وسرت بها بثبات
كي تبقى كلماتي سيفاً
يقطع الزيف ، وينير الحقيقة.

“أنا الحاضر في غيابهم
أنا الثابت في متغيراتهم “
ليست جملةً عابرة في ” سياق النص  
بل صوتٌ وترجمةٌ نقية لحياةٍ
روحها ونبضها : الصدق والوفاء

فالصدق لا يجمل الوجوه فحسب
بل يمنح الأرواح ملامح لا تُنسى
كالنور الصافي
يخرج من قلب لا يعرف الزيف.

أحمل وفائي كما يحمل المقاتل سلاحه
لا أتراجع . لا أساوم
وصوت الحق داخلي لا يخفت
يواجه الشر بثبات
ويمضي في دربٍ لا يسلكه
إلا من كانت قيمه راسخة
وخطاه أوفى من كل العهود .

الوفاء بالنسبة لي ليس خيارًا
بل صفة وراثية
امتدت من قلب الأب
ومن عمق الجد
حُفرت في الوجدان
كأنها دم يسري .. لا حبر يُكتب.

لا أبدّل وجهي عند المفترق
ولا أساوم على قلبي عند أول اختلاف
فالثبات على المبدأ… ” قيمة وعزّة نفس” .

في زمن تُباع فيه المبادئ على أرصفة المصالح
وتتبدّل فيه الأقنعة أسرع من المواقف
لا ينجو إلا من تشبّث بالحقيقة
ولو كلّفه ذلك الوحدة.

“أنا الحاضر في غيابهم،
أنا الثابت في متغيّراتهم.”
هي هويةٌ كُتبت بحبر الموقف
وحياةٌ تنبض بالصدق والوفاء .

عشت زمنًا خذل فيه الوفاء نفسه
وتنكّر فيه الصدق لأهله

لكنني لم أختر سوى أن أكون كما أنا :
أتمسّك بالصدق
وأكتب الحقيقة
واقول الحق فما وجدت لأجامل الباطل ”

ختامًا:
في يدي ” سيف العز
وعلى ذراعي – درع الوفاء

وفي يميني راية الوفاء مرفوعة .”

صامدٌ لا يهاب التحديات
ولا ينحني لضغوط
ولا يسلك دروب الضعف
صادق الموقف، ثابت الخطى
لا يعرف سوى ميادين الكرامة والصدق والوفاء .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى