العمل الخيري وترسيخ ثقافة العطاء
نايف الخمري / كاتب صحفي
(فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا) المائدة: 48
العمل الخيري والتطوع ولما يترتب عليهما من ثواب عظيم عند الله في الدنيا والآخرة، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم من:
(دل على خير فله مثل أجر فاعله)، إضافة إلى المردود الإيجابي على المجتمع من خلال تعزيز التنمية المستدامة ونشر ثقافة العطاء والعمل الخيري من الأعمال المُحببة للنفوس والتي تُجسد رُوح التضامن والبذل والعطاء وتنعكس على الفرد بشكل كبير وتُسهم في شعوره بالسعادة والراحة النفسية بأهمية ما يقدمه من عمل والاطمئنان والرضا عن النفس ـ سيما ـ أن ديننا الحنيف يؤكد على أهمية العمل الخيري، وفي مثل هذا اليوم من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي للعمل الخيري في 5 سبتمبر/ أيلول الذي تم إقراره من قبل الأمم المتحدة بهدف التخفيف من حدة الفقر، ومعالجة الأزمات الإنسانية وتعزيز التضامن والتماسك الاجتماعي وتقديم الدعم والمساعدة للفئات المحتاجة، ورفع المعاناة عن كاهل المحتاجين والمُعوزين، كذلك زيادة وبث الوعي بتأثير الأعمال الخيرية التي تكون تحفيز للناس والمنظمات غير الحكومية في جميع أنحاء العالم لمساعدة الآخرين من خلال التطوع والأنشطة الخيرية، وجاء هذا اليوم من أجل إحياء ذكرى وفاة الأم ـ تيريزا ـ التي كرست حياتها لمساعدة المُهمشين والفقراء منذ العام (1928) وحتى وفاتها عام (1948) والتي أسست منظمة للبعثات الخيرية في مدينة (كالكتا) الهندية لخدمة الفقراء والمساكين ومساعدتهم للتغلب على الجوع والفقر والمرض في العام (1950) والتي حصلت على جائزة نوبل للسلام في عام (1979) تكريما للعمل الخيري الذي اضطلعت به من أجل التغلب على الفقر والذي بات يُشكل تهديداً للأمن والسلام العالمي، والعمل الخيري والعمل التطوعي ارتبط ارتباطاً وثيقاً في مُجتمعنا السعودي وهناك وعي واهتمام كبير بهذا العمل النبيل لدى أفراد الشعب السعودي الذي يعُد قيمة إنسانية متجذرة في نفوسهم ويولونه اهتماماً بالغاً والمواطن السعودي معروف بحُب الخير ومد يد العون للمُحتاجين في كلِ مكان من خلال المُبادرات الإنسانية. وقد تربى على قيمة العطاء في هذا الوطن الذي يُعرف أهله بالكرم والإيثار، والعمل الخيري والتطوعي في المملكة العربية السعودية يرتكز على العمل المؤسسي وتقوم عليه وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية ومركز ـ الملك سلمان ـ للإغاثة والأعمال الإنسانية الذي أصبح مركزاً دُولياً مُخصصاً لإعمال الإغاثة الإنسانية، مما عزز من مكانة المملكة العربية السعودية في العالم حتى أصبح دورها ريادياً من خلال القيام بالأعمال الخيرية المُتنوعة، ودُشنت أعمال المركز في العام (2015) بتوجيه ورعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أيده الله ويهدف هذا المركز لتقديم المساعدات ومد يد العون للمحتاجين وإغاثة المنكوبين في أي مكان من العالم مثل الكوارث الطبيعية والتعليم والرعاية الطبية والأسكان ومحاربة الفقر والجوع وغيره، ورفع المعاناة عنهم من خلال الاستعانة بمنظمات الأمم المتحدة والمنظمات غير الربحية الدُولية والمحلية في الدول المُستفيدة، وكذلك منصة إحسان التي تسعى لتسويق العمل الخيري الذي أصبح عملاً مؤسسياً ساهم بالارتقاء به من خلال الإبداع في هذا المجال، وكذلك القطاع غير الربحي ودوره في تنمية المجتمع والمُتمثل في الجمعيات الخيرية والجمعيات الأهلية المُتنوعة التي تواصل المُبادرات الإنسانية وطرح الأفكار الجديدة التي تُسِهم في النهوض بالعمل الخيري وتطويره حيث يندرج في خدمة المجتمع والوطن ضمن المسؤولية الاجتماعية وقد أثبت الشعب السعودي تكاتفه وسُرعة تفاعله في العديد من المُبادرات الإنسانية من خلال الحملات التي يتم تنظيمها من قبل الدولة، للتبرعات والمساعدات من الأعمال الخيرية الأخرى إيماناً ويقيناً منه بأهمية العمل الخيري بجوانبه المُتعددة والبذل والعطاء الذي يُجسد روح التعاضد والتكافل وغرس قيم حُب العطاء الذي يعتبرونه مسؤولية أساسية مُشتركة على الجميع مقرونة بالرغبة والقدرة في آن واحد.
تلويحة:
فعل الخير هو أفضل عبادة يمكن أن نقدمها لله وقد قال الإمام الماوردي رحمه الله: الناس في الخير أربعة منهم: من يفعله إبتداءً ومنهم من يفعله إقتداءً ومنهم من يتركه حرماناً ومنهم من يتركه إستحساناً، فمن يفعله إبتداءً فهو كريم ومن يفعله إقتداءً فهو حكيم ومن يتركه حرماناً فهو شقي ومن يتركه إستحساناً فهو رديْ.