كتاب واصل

في الباحة تراث وسياحة

بقلم: نايف الخمري / كاتب صحفي

إِذا الضَيفُ جاءَكَ فَاِبسِم لَهُ …. وَقَرِّب إِلَيهِ وَشيكَ القِرى.

                                  (أبو العلاء المعري)

 الاهتمام بالجانب التاريخي والأماكن الأثرية والتراثية يعكس التطور في جميع جوانب الحياة، لذا جاء صيف الباحة هذا العام تراث وسياحة وكان أكثر استقطاباً للزوار من المواطنين والمقيمين والمصطافين السواح، حيث شهدت الباحة حِراكاً سياحياً من داخل المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي وتميز صيف هذا العام بتنوع فعالياته الثقافية والفنية والتراثية، والعمل المجتمعي والترفيه والرياضة والصحة والبيئة وكان ذلك في أغلب محافظات المنطقة، من خلال مهرجان قرية الأطاولة التراثي والقرية التراثية بالموسى والعديد من القرى التراثية التي تتسم بالهندسة المعمارية الجميلة وتحتفظ بطابعها التقليدي مثل قرية ذي عين الأثرية وقرية الملد التراثية، وقصر بالرقوش الأثري، وقلعة بخروش وكذلك سوق السبت ببلجرشي وسوق رغدان التاريخي الشهير الضارب في العمق التاريخي لأكثر من أربعمائة عام، لما لهذا السوق الفريد من قيمة تاريخية وأثرية لدى الكثيرين من أبناء رغدان ورجال غامد وزهران والذي كشف عن الهوية التاريخية والأثرية لهذه القرية الجميلة الرائعة، وغيرها من المواقع التراثية الجميلة الأخرى، بالإضافة إلى المتاحف التراثية الخاصة التي جعلت السائح يستكشف تاريخ الباحة الثري وثقافة أهلها وتقاليدهم مما يساهم ذلك في الحفاظ على التراث الثقافي لهذه المنطقة وتعزيز الهوية الوطنية، وهذه المتاحف التراثية تستحق الزيارة لأهمية ما تحتويه من إرث ثقافي، فالموروث الشعبي والتراث المادي والغير مادي يؤكد على الهوية المتجذرة لمنطقة الباحة والاهتمام بموروثاتنا والاهتمام بالسياحة التراثية إلى جانب الفعاليات الترفيهية والمهرجانات التي استهدفت مُختلف فئات المجتمع في العديد من المنتزهات والأماكن العامة، والتي شهدت حضوراً كبيراً من الزوار والمصطافين وساهمت في تحفيز النشاط الاقتصادي. إلى جانب المزارع الريفية المفتوحة والمتنوعة التي بدأت في الانتشار ويقوم عليها أفراد وعائلات وبعضها تقدم الأكلات الشعبية المحلية مع إطلالة جميلة وساحرة على الطبيعة والاستمتاع بجمال الأجواء واعتدالها وقد ساهمت في جذب الزوار وأصبحت أماكن جذب سياحية ريفية تساهم في تنمية السياحة الداخلية فنحن بحاجة إلى تعزيز السياحة الريفية والبيئية، وكل هذه الفعاليات والبرامج تخلُق فُرص عمل جديدة لأبناء وبنات المنطقة وتسهُم في تعزيز الاقتصاد الوطني، كذلك الغابات التي تشكل الغطاء النباتي الطبيعي ومن أبرزها غابة رغدان التي تعتبر واجهة للسياحة السعودية في الجنوب والتي تُعد من أفضل الوجهات السياحية بل هي الوجهة الأولى ذات الجذب السياحي في الباحة، فمن يزور الباحة هو ضيف على أميرها الدكتور حسام بن سعود بن عبد العزيز الذي قال السائح ضيف علينا وله الكرامة ملزومين بخدمته والقيام بواجبه ونتمنى له إقامة سعيدة، وهذا يعكس الصورة الحقيقية عن اهتمام سموه بضيوف الباحة، نعم يا سيدي وهذه من صفات أهل الباحة الكرماء على مر التاريخ الذين يتصفون بالكرم والابتسامة والطيبة والترحاب وحُسن الاستقبال مع كل من يزورهم، وتحيتهم (مرحباً هيل عد السيل) وهذا هو الوجه الحضاري لأبناء غامد وزهران وهذه هي الصفات التي يتحلون بها مُستلهمين ذلك من دينهم وثقافتهم وتاريخهم وروحهم الوطنية الصادقة وأخلاقهم العربية الأصيلة، لذا دائماً يشعر الزائر بكثير من الراحة والطمأنينة عند قدومه الى الباحة، والباحة تتميز بجمال الطبيعة وتنوعها وطقسها الذي يميل للبرودة في الصيف، وتمتلك الباحة كل مقومات السياحة الناجحة ـ التاريخية والتراثية ـ وتعكس تطلعات الزوار حيث نلاحظ السواح من أبناء الدول الخليجية وهم يتوافدون في أيام الصيف للاستمتاع بكل مقومات السياحة العائلية حيث أصبحت الباحة قبلة السياحة للزوار والمقيمين والخليجيين وكلام سمو الأمير يدعو على مد جسور المحبة وتشجيع السياحة المتكررة،.

أخر المشوار:

تلويحة وفاء لأمير منطقة الباحة الأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبد العزيز رئيس اللجنة الإشرافية العليا لصيف الباحة (تراث وسياحة) الذي يحرص على نهضة وتقدم وازدهار المنطقة وهو يتابع تنفيذ الفعاليات التي شاهد الجميع إنجازاتها والذي يحرص على راحة السائح ويسعى لتوفير وتلبية كافة المتطلبات والاحتياجات التي يحتاجها وهو الهدف الذي يسعى له سموه الكريم الذي يعتبر السائح هو الركيزة الأساسية للسياحة المستدامة لمنطقة الباحة. شكرا أيها الأمير الرائع الذي حملت الباحة في حدقات عيونك مما زاد من جمالها وبهائها وفتنتها. 

شكرا معالي وزير السياحة أحمد الخطيب، شكرا سمو نائب وزير السياحة الأميرة هيفاء بنت محمد أل سعود على تلك الجولات السياحية في الباحة وتفقد المواقع لمتابعة تقديم الخدمات وجودتها وتلبية احتياجات السياح شكراً لهذا التسويق للوجهات السياحية. وإبراز الدور الحقيقي للسياحة في وطننا لنصل بذلك الى مصاف الدول السياحية من خلال تجربة السائح ورضاه. 

شكراً سعادة وكيل أمارة منطقة الباحة الدكتور عبد المنعم الشهري على المتابعة والاهتمام وتطوير الأداء الحكومي بين الجهات الحكومية والقطاع غير الربحي والخاص لضمان جودة الخدمات لصيف الباحة.

شكراً أمين منطقة الباحة رئيس اللجنة التنفيذية لصيف الباحة الدكتور علي السواط الذي يستحق الإشادة على تهيئة المواقع السياحية بالشكل المناسب وعلى الإخلاص والمتابعة على راحة الزائرين والسائحين وتحسين الخدمات وجاذبية الوجهات السياحية والدور الرقابي من خلال الوقوف الميداني اليومي لكل الفعاليات في جميع المواقع ليل نهار، والحرص على خلق ديناميكية شاملة.

شكراً للقائمين على تنفيذ فعاليات صيف الباحة تراث وسياحة.

شكراً لكل القطاعات الأخرى التي ساهمت في إنجاح فعاليات الصيف لهذا العام (2025م). 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى