قيمة إنسانية دينية عظيمة … كم نحن في حاجة لإعادة تعريفها وتسويقها للناس أجمع
بقلم د. فهد ال دهيس الزهراني
بسم الله وبه نستعين … رغم اهتمامي بمهارة الايجاز ما استطعت … إلا أن كُل كلمة هنا وضعت بعناية واهتمام لأهميتها … مقال يُسلط الضوء على قيمة إنسانية دينية عظيمة … وإن جاز معها الوصف قيمة عالية الأثر والفاعلية …. تظهر من وقت لأخر على استحياء لم تأخذ ما تستحق من التسويق المناسب. واستأذن القاري الكريم بمقدمة ستقفز بنا مسافة جيدة للأمام
زمن طويل كنت وما زلت تتجاوز الـ 25 سنة في عالم دورات التنمية البشرية ومعها أكثر من 50 ألف ساعة تدريب ورغم ما حوت هذه الفترة الزمنية الطويلة من قيّم عظيمة وفاعلة … إلا أن موضوعنا اليوم يتجاوزهم جميعا بالقيمة والاثر
قبل ما يُقارب 3ــــــ 4 سنوات … صالة كبيرة جدا في مرفق حيوي مهم يتوسطها مكتب كبير لمشرف ومدير هذه الصالة ـــ بطل قصتنا ـــ وفي إحدى الزوايا نافذة صغير قد تصل إن أحسنا الظن 50 سم طول بعرض خلفها موظف يستقبل طلبات المراجعين طابور يتجاوز طوله 20 فرد … ترتفع درجة حرارته باستمرار بالضجر والملل الشديد المزعج
فيخرج مديرنا البطل بصوته الجهور ( يا اخوان سوف اعطيكم ارقام بخط اليد.. واطمئنوا سوف ادخل معلوماتكم في النظام … فقط اريد مساعدتكم في تجاوز ضجر وملل هذا الطابور) .. بصدق مُبادرة لم نعهدها من قبل النظام الرقمي الذي ننعم به الآن …. عهدنا ( الصور غير واضحة ، الأوراق ناقصة …. واسرع شماعه السستم عطلان تعالوا بكرا )… في خلال وقت وجيز تكرر هذا السيناريو 3 مرات…
توجهت إليه بمشاعر يعلوها الإكبار والامتنان
عندما تحل كلمة شكرا يجب أن تُقال … شكرا لك سيدي الكريم نيابة عن كل فرد قدمت لهُ تلك الخدمات الكريمة … عرّفت بنفسي من المشتغلين والمهتمين بالتنمية البشرية فأن أذنت ليّ بسؤال / ما هو الدافع وراء ما قمت به وكما يبدو بانها خدمات أكثر من الواجبات الوظيفية.
فاجأني هو بالسؤال التالي: ماهي أحب الاعمال إلى الله … فقلت كثيرة وأقربها إليّ الآن ( منفعة الناس)
استرسل بجميل حديثه …. أذكر ذاك اليوم جيدا نقطة تحول كبرى في حياتي الشخصية والمهنية … فقد وفقني سبحانه وتعالى في خدمة 18 فرد بخدمات إضافية وكان لها اثر جيد … ونهاية عمل ذاك اليوم مُتجه للمنزل دارت أسطوانة حديث النفس في ذهني ( من ضمن الاعمال التي يُحبها سبحانه وتعالى ذاك اليوم وبُحسّن الظن به هناك 18 عمل مكتوبه باسمي) شعور لم اعهده من قبل ـــ اعمال مكتوبة باسمك ويُحبها سبحانه وتعالى بين يديه وهي لك ــــ شعور يملأ النفس بالسعادة وراحة البال والضمير … شعور يُعاش ليس لهُ وصف مهما بلغت صدق الكلمات من الصفاء واليقين
دفعني هذا الشعور للمحافظة والالتزام فقمت إن جاز الوصف والتعبير بتوثيق عقد افتراضي وفيه (اللّهم إني اعاهدك بتقديم كل ما أستطيع من قدرة وإمكانيات لخدمة كل فرد) وهذا العقد الافتراضي إلهام منّ الله تعالى به عليّ وجعلني في تصاعد مستمر بتقديم أفضل مالدي لكل فرد
ياسيدي ــ والحديث لمديرنا الفاضل ــــ حصلت على الكثير من الجوائز والمكافآت والمراتب المتقدمة في حياتي الشخصية والمهنية وشعرت معها بالسعادة المستحقة …. ولكن شعور ما أنا فيه الآن يملأ النفس ويفيض بالسعادة وراحة البال والضمير… أي شعور ياسيدي ولديك كل يوم اعمال يُحبه سبحانه وتعالى وانت فيها
أنهي بعد إذن القاري الكريم هذا المقال بالتعليق التالي:
فقط النية (اللّهم أن كُل عمل أقوم به احتسبه تعبدا خالصاً لوجهك الكريم/ ومهما بلغ حُسن ظنك بالله فالمولى العزيز أحسن بإحسانه وعطاءه إليك من حُسن ظنك به ـــ ولا يمنع الاحتساب مع الاكتساب … والأجر مع الأجرة … كراتب المدير صاحب هذه الرواية) والمتشابهات هنا أكثر وأعمق منها (الام وإدارتها للمنزل والابناء … قومي بما يجب عليكِ القيام به من تربية واهتمام مرورا بالتنظيف والطبخ حتى اهتمامك بصحتك ونضارة الشكل والروح لبث الإيجابية في المنزل وساكنيه …. قومي بما تشائين وكيفما تشائين فقط استحضري نية الاحتساب … والموظف في وظيفته، الطالب في مدرسته، فقط أضف فوق مهامك الحياتية والوظيفية … أيا كانت … نية الاحتساب (اللّهم أن كُل عمل أقوم بها احتسبه تعبدا لوجهك الكريم …. (هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلا الإحْسَانُ) الرحمن 60 … وأي سقف سيعلو هذا الاحسان وهو الجواد الكريم الرحمن الرحيم
أي مجتمع يحيا وهذه الثقافة التعبدية سائدة تتنقل بين ارجائه ومن فرد لأخر …
إضافة علمية … مع جزيل الشكر لجميل صبر القاري الكريم
العقل الباطن كما يعلم الكثير مُخزن وارشيف هائل وعظيم بالمفردات والمعاني وهو الذي يمد الفرد بما يجب عليه في كل فعل يقوم به وبقدر قيمة وجودت تلك المعلومات تكون المُخرجات موازية لتلك الجودة.
الاستشهاد هنا ( ماذا يحمل العقل الباطن هنا عن الخالق سبحانه وتعالى …. أشياء عظيمة نستشعرها جميعا ونحيا بها كالأكسجين)
وعندما يقوم الفرد بفعل ومعها نيه الاحتساب … العقل الباطن مع تلك القيم العظيمة عن الخالق سبحانه وتعالى يدفعه إلى أفضل جهد يمكن الوصول إليه. وهنا يجد الفرد حرج وخوف من أن يُخالط هذا الفعل الذي يحتسبه لله شيء من القصور والخطأ …. فيضاعف الجهد والإخلاص للخروج بأفضل ما يمكن الوصول إليه …. وهنا يأخذ العقل الباطن هذه القيمة ويضعها في رف خاص بها محاط بالاهتمام والإخلاص لكل فعل يقوم به الفرد
ياسادة ياكرام … عندما يُكلف مدير الإدارة موظف بعمل (ما) تجد هذا الموظف يستنفذ كافة قدراته ومهاراته يسعى لتقديم هذا العمل بأفضل كفاءة وفاعلية …. وكلما ارتفع علو وشأن هذا المدير كلما ارتفعت كفاءة وفاعلية وجودة العمل المكلف به الموظف …. فما بالنا بعمل نحتسبه لله … وكفى بالله وكيلاً ونصيراً …
اللهم في مقالي هذا احتسبه تعبدا لوجهك الكريم فـــ اللهم منك وفيك الرجا في كل أمر وفي كُل حين.
سطري الأخير إعادة لمعنى ورد بين الاسطر
هذه القيمة العظيمة عندما تُشاع هنا وهناك … أي مجتمع سيحيا بها وكيف سيكون وإلى أي وجهه سيتجه
دُمتم وأحبابكم مُنّعمين بالصحة والسلامة والخير الوفير