غياب الطلاب عن المدرسة
![](https://wasel-news.com/wp-content/uploads/2025/02/IMG-20250206-WA0388-150x150.jpg)
غياب الطلاب عن المدرسة الهاجس التربوي المقلق عندما يكثر ويصبح منتظم كيوم الخميس مثلا، أو أول يوم في الإجازة أو آخر يوم.
ويمكن أن يكون الغياب ناتجًا عن عدة أسباب، بعضها قد يكون اجتماعيًا أو نفسيًا، بينما الآخر قد يكون مرتبطًا بالتحديات التعليمية أو العائلية.
من منظور تربوي، سنناقش الأسباب المختلفة لهذه الظاهرة ونقترح بعض الحلول.
والغياب عن المدرسة كمصطلح يعني عدم حضور الطالب إلى المدرسة في الأيام المحددة للدراسة دون سبب مقبول أو إذن مسبق. ويمكن أن يكون الغياب مؤقتًا ليوم واحد أو متكررًا على مدى فترة زمنية.
الأسباب:
يمكن النظر لأهم الأسباب على النحو التالي:
١/ مشاكل صحية:
الغياب بسبب الأمراض الجسدية أو النفسية مثل اضطرابات القلق والاكتئاب.
٢/ الضغوط النفسية والعاطفية:
قد يواجه الطالب مشاكل في المنزل (مثل الطلاق أو المشاكل العائلية) أو صعوبات في التفاعل مع أقرانه في المدرسة، مما يجعله يفضل البقاء في المنزل.
٣/ المشاكل الأكاديمية:
ضعف التحصيل الدراسي يمكن أن يؤدي إلى قلة الدافع لحضور المدرسة، حيث يشعر الطالب بالعجز أو الفشل.
٤/ مشكلة التنقل والمواصلات:
في بعض الأحيان، قد يعاني الطلاب من صعوبة في الوصول إلى المدرسة بسبب بعد المسافة أو مشاكل في وسائل النقل.
٥/ التكنولوجيا والإدمان على الإنترنت:
بعض الطلاب يفضلون قضاء الوقت على الإنترنت أو ألعاب الفيديو بدلًا من الذهاب إلى المدرسة.
٦/ العوامل الاجتماعية:
وجود مشاكل مع الأقران، مثل التنمر أو الرفض الاجتماعي، قد يؤدي إلى تجنب الطالب الذهاب إلى المدرسة.
٧/ تأثير الأقران والأصدقاء وظاهر قروبات التواصل التي تدعم الغياب الجماعي من الطلاب انفسهم.
٨/ عدم مبالاه الأسرة، وإدارة المدرسة.
الحلول:
في ضوء الأسباب نطرح بعض الحلول منها:
١/ التعامل مع المشاكل الصحية والنفسية:
يجب أن تكون هناك دعم نفسي للطلاب من خلال مستشارين أو أطباء نفسيين في المدارس لمساعدتهم على التغلب على المشاكل النفسية.
٢/ تحسين العلاقة بين الطالب والمدرسة:
يجب تعزيز التواصل بين المعلمين والطلاب، والتأكد من أن الطلاب يشعرون بالراحة والأمان في بيئة المدرسة.
ويمكن أن تساعد الأنشطة اللاصفية على تحسين العلاقة بين الطالب والمدرسة.
٣/ التعاون مع الأسرة:
التواصل المستمر مع الأسرة ضروري لمعرفة أسباب غياب الطالب والعمل على إيجاد حلول مشتركة. يمكن للآباء تقديم الدعم النفسي والمساعدة في توفير بيئة مشجعة لحضور المدرسة.
٤/ إعادة تعزيز الثقة بالنفس:
توفير الدعم الأكاديمي للطلاب الذين يعانون من صعوبات دراسية من خلال دروس تقوية أو برامج خاصة لمساعدتهم على تجاوز التحديات.
٥/ توجيه الطلاب نحو الأنشطة الرياضية والفنية:
تخصيص وقت في الجدول الدراسي للأنشطة التي تثير اهتمام الطلاب، مما يساعدهم على تطوير مهاراتهم وهواياتهم ويزيد من رغبتهم في الحضور.
٦/ مراقبة الاستخدام المفرط للتكنولوجيا:
توعية الطلاب وأسرهم حول مخاطر إدمان الإنترنت والتكنولوجيا، وتوجيههم لاستخدامها بطريقة إيجابية.
٧/ التوعية ضد التنمر:
تطبيق سياسات صارمة ضد التنمر داخل المدارس، مع توفير برامج توعية حول أهمية الاحترام المتبادل وتعزيز التعايش السلمي بين الطلاب.
ختاما نظرتي التربوية:
من الناحية التربوية، يجب أن ننظر إلى الغياب كظاهرة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على النمو الأكاديمي والشخصي للطالب.
والمدرسة ليست فقط مكانًا للتعلم الأكاديمي، بل هي أيضًا بيئة اجتماعية ونفسية ضرورية لتطور الطفل، لذلك، يجب أن تعمل المؤسسات التعليمية جنبًا إلى جنب مع الأسر والمجتمع المحلي لحل مشاكل الغياب.
ومن المهم أن نفهم أن الطالب الذي يغيب غالبًا ما يحتاج إلى الدعم النفسي والأكاديمي والبدني، ويجب أن تُبذل الجهود لتوفير بيئة تعليمية جذابة وآمنة للطلاب.
المدرسة جنة الطالب ومفتاح رقيه المستقبلي.