القصيم وجهة سياحية متكاملة تنبض بالتراث والطبيعة وتستقطب الزوار

القصيم – واصل – هايف المطيري:
تقع منطقة القصيم في وسط المملكة العربية السعودية، وتُعدُّ حلقة الوصل بين وسط الجزيرة العربية وباقي مناطقها، كما كانت ممرًّا لطرق التجارة والحج، خاصة طريق زبيدة أو طرق البصرة والكوفة وبغداد، التي ازدهرت خلال العصرين الأموي والعباسي، ولا تزال آثار هذه الطرق ومعالمها ومحطاتها باقية في المنطقة.
وترتكز السياحة في منطقة القصيم، على عدد من المقومات الطبيعية والحضارية والتاريخية والتراثية، إضافة إلى البنية التحتية الخدمية، حيث كانت المنطقة موطنًا للهجرات البشرية قديمًا، وساهم في ذلك وقوعها في قلب الجزيرة العربية ومرور طرق الحج من خلالها، مما جعلها تزخر بالمعالم السياحية.
المعالم والوجهات السياحية بمنطقة القصيم تحتضن المنطقة عددًا من المعالم والوجهات السياحية المتميزة، وتضم مجموعةً من المتنزهات الطبيعية البرية، كمتنزه الأمير فيصل بن بندر بالقصيم، ومتنزهات الحاجب، وقلعة جدعية التراثية التي تضم متحفًا يحوي نحو 30 ألف قطعة أثرية، إضافة إلى متحف العقيلات، ومتحف بريدة، وحصاة الناصلة أو كما تُسمى صخرة عنترة، نسبة إلى الشاعر العربي عنترة بن شداد، ودار النفائس والمخطوطات ببريدة، إلى جانب أسواقها التراثية كسوق المسوكف المعروف باسم سوق المجلس، وسوق الحرف التقليدية
ويوجد بالقصيم الحدائق والفيافي والهضاب، والجبال الجميلة مثل جبل قطن وسواج ومنتزه السليل والطبيعة الساحرة.
كما يوجد بها البيوت الطينية والقرى التاريخية منها؛ قرية الخبرة، ونفيد والمذنب التراثية التي تؤكد عراقة الماضي والتراث، وبيت البسام بعنيزة، وقصور الراجحي والبكيرية، إضافة إلى شهرتها في مجال زراعة التمور بأنواعها المختلفة (سكري برحي، ونانة)، وأكثر من 150 صنف من التمور.
كما تحتضن القصيم الكثير من الأماكن الترفيهية مثل عسيلان، والغضا، والمانعية، ووجهات رياضية متنوعة، وأماكن للنقاهة والاسترخاء من بينها جادة عسيب ومزرعة آيلة ببريدة وجادة النخيل بعنيزة، إضافة إلى السياحة البيئية في منتزه القصيم الوطني الذي يضم أنواع مختلفة من النباتات والأزهار، والحيوانات البرية في الأماكن المفتوحة، حيث تتميز القصيم بتنوع جغرافي وثقافي وزراعي وبيئي، وفيها التاريخ والإرث والحضارات.
أبرز فعاليات ومهرجانات منطقة القصيم
يقام في منطقة القصيم العديد من البرامج والفعاليات الترفيهية والثقافية والاجتماعية، موجهة لكافة شرائح المجتمع، في مختلف مدن ومحافظات المنطقة، منها: مهرجانات التمور، إذ تعد القصيم من أبرز مناطق إنتاج التمور في المملكة، ويتصل بذلك مهرجان الكليجا الذي يحتفي بأقراص الكليجا، وهي كعكة شعبية مجوفة محشوة بمشتقات التمور، أيضًا مهرجان التين الذي أُقيم أول مرة في شهر أغسطس 2020م في مدينة بريدة، بالتزامن مع موسم التين الذي يُعدُّ أحد المنتجات الزراعية التي تشتهر بها المنطقة، كما تشهد المنطقة فعاليات مهرجان ربيع بريدة السنوي، ومهرجان الصقور، ومهرجان ربيع البكيرية، ومهرجان الحنيني، ومنتزهات الغضا البرية بعنيزة.
وفي الوقت الذي تشهد فيه مناطق المملكة حراكًا سياحيًا نشِطًا خلال موسم الصيف، تبرز منطقة القصيم كإحدى الوجهات الواعدة، مستفيدة من موقعها الجغرافي المتوسط الذي يربطها بعدد من المناطق الرئيسية، إلى جانب بنية تحتية متطورة تشمل شبكة طرق حديثة، وفنادق، وشققًا مخدومة، ومطارًا دوليًا، مما أسهم في جذب الزوار والمستثمرين على حدٍ سواء.
وخلال فترة الإجازة الحالية، تواصل القصيم تقديم فعاليات ومهرجانات متنوعة تعزز من مكانتها في مجال السياحة الريفية، وهو القطاع الذي أولاه أمير المنطقة، صاحب السمو الملكي الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، اهتمامًا بالغًا، إيمانًا منه بدوره المحوري في تنمية الاقتصاد المحلي وتنويع مصادر الدخل، تماشيًا مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.
ومن بين أبرز المبادرات التي أطلقها سمو أمير المنطقة “جائزة السياحة الريفية”، والتي تهدف إلى خلق مشاريع نوعية تستثمر المزارع القديمة وتحولها إلى نُزل ومزارات عائلية ووجهات سياحية تجمع بين الترفيه والهوية، وتُسهم في ربط الجيل الجديد بجذوره التاريخية.
فالمزارع القديمة في القصيم لم تعد مجرد أطلال أو ذكريات من الماضي، بل أصبحت مراكز نابضة بالحياة، يزينها النخيل وتستعيد بها المنطقة تراثها الزراعي، في مشهد يُجسّد القيم البيئية ويعزز مكانة القصيم كمنطقة عُرفت بعراقتها الزراعية.
واليوم، لم تعد القصيم مجرد نقطة عبور، بل أصبحت وجهة سياحية متكاملة على خارطة الوطن، تفتح أبوابها للزوار بخيارات متنوعة من التجارب الريفية الفريدة، وترحب بالمستثمرين الراغبين في دخول قطاع واعد يجمع بين البساطة والجمال.




