كتاب واصل

قل: انتهى. ولا تلتفت. Say: It’s over. Don’t look back

"لأن الله حين ينقذنا… يطفئ خلفنا نارًا كنّا نظنها ضوءًا، ويُشعل في صدورنا نورًا كنّا نظنه مستحيلًا "

✍️ راضي غربي العنزي – كاتب سعودي

لا تدفع نفسك لقبول ما لا يرضيك ولا يناسبك. لا تسجّن روحك في غرفة ضيقة اسمها “الناس وش يقولون؟”. لا تُربِّ قلبك في تربة ميّتة ثم تستغرب ذبوله. إذا كان المكان لا يشبهك… غادره. إذا كان الشخص لا يقدّرك… ابتعد عنه. وإذا كان الطريق لا يأخذك حيث تحلم… غيّره.

الله تعالى يقول: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} فلا تكن أول من يُهين كرامتك. ورسول الله ﷺ قال: “لا ضرر ولا ضرار”، فلماذا نصنع لأنفسنا ضررًا ونسميه صبرًا نبيلًا؟

نحن نتمسك بما يؤلمنا ونخاف من التغيير ونرتجف من الوحدة، وكأن الوحدة أن نبقى مع أنفسنا… مع أننا لم نتعرّف إلى أنفسنا بعد! حين ينقذنا الله… نظن أننا نخسر، والحقيقة أننا نتخلّص من ثقلٍ لم يكن لنا منذ البداية. الباب الذي يغلقه الله… لا يصلح أن نعود إليه… حتى لو حفظنا مفتاحه.

لا تستهلك الشعور الصحيح على الأشخاص الخطأ. فالقلب الذي يُهان كثيرًا يفقد القدرة على الحب… حتى لمن يستحقه. وإذا وجدت نفسك تبرر وتتوتّر وتخاف وتزرع تطمينات لنفسك كل ليلة وتبرئ الآخرين من كل خطأ يطعن ظهرك، فاعلم أن شيئًا في داخلك يصرخ: اختر نفسك… الآن.

ليس جميلًا أن تكون لطيفًا في مكانٍ يراك هامشيًا. وليس بطولة أن تتحمّل ما لا يُحتمل لكي لا “تُحرج أحدًا”. البطولة الحقيقية… أن تنجو. أن تجد الباب الصحيح وتخرج بصمتٍ وكرامة.

أرسطو قال: “السعادة قرار”، وأنا أقول: البقاء في الجحيم قرار أيضًا… لكنه أبطأ موتًا.

شاب كان يعمل في مكتب يستهلك أعصابه. كل من حوله يتعامل معه كأنه تفصيل زائد. سأل نفسه لسنوات: “متى أتغيّر؟” وفي ليلة ضاقت فيها السماء داخل صدره قال الكلمة التي أنقذته: انتهى.! كتب استقالته… وخرج. وكأنه مشى على الأرض لأول مرة. مرت شهور وبدأ مشروعًا يحبّه. لم يصبح ثريًا، لكن السعادة… عادت. قابله زميله السابق قائلًا باستغراب: “ليش تركتنا؟” فضحك الشاب وقال: “لأعثر على نفسي… قبل أن أضيعها.”

نعم… أحيانًا عليك أن ترحل لتراها: نفسك. التي كنت تبحث عنها في عيون الآخرين… بينما كانت تنتظر منك التفاتة.

لاتخف من خسارة من لم يكن لك يومًا. ولا تخف من تغيير طريقٍ لا يصل. ولا تخف أن تقول للوجع: توقّف… لقد أخذت ما يكفي.

انهض. اجمع كرامتك. ارحل خفيفًا دون جلبة. فالهدوء الذي يأتي بعد “الانتهاء” أجمل من ضجيج العلاقات الزائفة.

ولا تلتفت… فليس في الخلف إلّا ما أراد الله لك أن تنساه.

●…وإلى متى ..وأين!؟
هي باب مفتوح… لا نعرف إلى أين يقود،
لكننا سنمضي إليه،
بخطى ثابتة…
وقلبٍ لم يعد يخاف الحياة…
لأننا أخيرًا اخترنا أنفسنا.

● أبتسم الآن…فهناك من يحبك … ويكتب لأجلك وليضيء قلوبًا!

■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■
Radi1444@hotmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى