كتاب واصل

من قاع البئر الى عرش المجد ..!حين يصبح تعثرك مفتاح سلطتك

بقلم/ راضي غربي العنزي – كاتب سعودي

أيها المنكسرون على أرصفة العمر، أيها الذين يظنون أن الأقدار تآمرت عليهم حتى لم تترك لهم سوى رماد الأحلام… اسمعوا جيدًا: ما تسمونه “حظًا عاثرًا” ليس إلا قناعًا يخفي هدية إلهية عظيمة، بمشيئة الله ستُكشف لكم حين يحين أوانها.

تأملوا يوسف عليه السلام… لم يكن مجرد قصة في كتاب التاريخ؛ بل درس خالد للأبد: أُلقي في البئر غدرًا، وظن الناس أن حكاية حياته انتهت عند ظلام القاع. لكن الله – بقدرته ومشيئته – كان يقول: هنا تبدأ أعظم فصول المجد!

إخوته ظنوا أنهم يطفئون نوره، فإذا بهم يشعلون له طريقًا إلى العرش. مكائدهم لم توقف مشيئة الله، بل صارت هي السلم الذي صعد عليه إلى قمّةٍ لم يحلموا بها.

هكذا هي سنّة الله في خلقه… كل خيانة تُصبح تدريبًا على الصمود، وكل سقوط يتحول إلى منصة انطلاق، وكل دمعة تسقي شجرة القوة في داخلك حتى تُثمر مجدًا لم تتخيله.

أيها القارئ…

لو اجتمع عليك أهل الأرض بخذلانهم، فلن يضرّوك إلا بما قد كتبه الله لك. ولو تآمرت الظروف ضدك، فهي أدوات بيد الله لا تتحرك إلا بإذنه. فما أخذك الله إليه، كان ليطهّرك، وما صرفه عنك، كان لينقذك، وما أبطأه عنك، كان ليعطيك أعظم مما سألت.

توقف لحظة… انظر إلى ماضيك:

ألم يكن في قلب كل محنة نافذة نور قادتك إلى ما هو أعظم؟

ألم يكن في كل باب أغلق ضربة مطرقة فتحت لك أبوابًا أخرى ما كنت لتطرقها؟

ألم يكن في كل خيبة يد خفية ترفعك دون أن تدري؟

هنا تكمن الحقيقة التي يهرب منها اليائسون: أنت لست ضحية حظ، ولا أسير ظروف، ولا مجرد لعبة في يد الناس… أنت مشروع إلهي، تمضي على طريق رسمه الله لك بقدر محكم.

قف الآن! لا تسمح للبؤس أن يسجن روحك. لا تمنح اليأس شرف السيطرة عليك. ارفع رأسك، املأ صدرك بالثقة، وقل للعالم كله:

أنا في رعاية الله، لا في رحمة البشر.

أنا لست مهزومًا… بل مشروع نصر بقدر الله.

أنا لست منتهيًا… بل الله يكتب بدايتي العظمى الآن.

أيها البائس… اجعل يقينك بالله نارًا تحرق خوفك، وابتسامتك سيفًا يقطع كل قيد، وثقتك بالله جناحين يرفعانك فوق كل سقوط.

وتذكر هذه الجملة، لا لتقرأها فقط، بل لتحفرها في قلبك:

البئر الذي سقطت فيه اليوم، قد يكون العرش الذي تجلس عليه غدًا… إذا وثقت بالله حتى النهاية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى