كتاب واصل

(الإسراف)

أ.د. أحمد بن محمد الحسين – أكاديمي سعودي

الإسراف تجاوز الحد في استخدام الموارد أو النفقات بشكل غير ضروري أو مبالغ فيه. 

ويمكن أن يظهر الاسراف في مختلف جوانب الحياة مثل الطعام، المال، الوقت، الطاقة، وغير ذلك. الاسراف يعكس سلوكيات مبالغ فيها تؤدي إلى هدر الموارد بطريقة تضر بالبيئة، الاقتصاد، وحتى بالنمو الشخصي.

ويعود تأصيل الاسراف لبعض النظريات الداعمة منها:

نظرية الفائض الاقتصادي: تفترض أن الاسراف يحدث عندما يكون هناك فائض من الموارد أو الثروة مما يؤدي إلى تبديدها دون الحاجة إليها.

 ونظرية نقص الوعي: تشير إلى أن الأفراد يسيئون استخدام الموارد بسبب نقص الوعي أو التعليم حول قيمة ما يستهلكونه.

 ونظرية الاستهلاك الاجتماعي: توضح أن بعض الأفراد قد يسرفون من أجل التفاخر أو لتقليد الآخرين في مجتمعاتهم.

ومن المهم بيان خطر الاسراف في محاور مؤثرة منها:

 الخطر البيئي: يؤدي الاسراف إلى تدمير البيئة نتيجة لاستهلاك الموارد بشكل مفرط ومرهق.

 الخطر الاقتصاد: يؤدي إلى تدهور الوضع الاقتصادي للأفراد والمجتمعات بسبب النفقات الزائدة.

 الخطر والضغط النفسي: يمكن أن يسبب الاسراف القلق والمشاعر السلبية بسبب الشعور بالذنب أو العجز عن التوازن بين الحاجة والرفاهية.

 خطر فقدان القيم: يمكن أن يؤدي الاسراف إلى فقدان القيم الأخلاقية والاجتماعية مثل التوازن، التواضع، والحكمة.

ومن المهم ذكر بعض الأسباب التي تؤدي إلى الاسراف ومنها:

 ١/ الجهل: نقص الوعي بأهمية الحفاظ على الموارد.

 ٢/ التقاليد الاجتماعية: الضغط الاجتماعي للمساهمة أو التباهي.

 ٣/ قلة الوعي المالي: عدم وجود تعليم كافٍ في إدارة الأموال والنفقات.

 ٤/ الرغبة في الرفاهية: الشعور بحاجة مستمرة إلى التحسين المادي أو مستوى الحياة.

 ٥/ الثقافة الاستهلاكية: انتشار ثقافة الاستهلاك المفرط في المجتمع.

ومن المهم بيان كيفية معالجة الاسراف، للحد من خطورته، ومن وسائل المعالجة :

 ١/ التعليم والتوعية: زيادة الوعي حول قيمة الموارد وأهمية التوفير.

 ٢/ الترشيد في الاستهلاك: تحديد أولويات النفقات وتوجيه الأموال نحو الاحتياجات الأساسية.

 ٣/ تعزيز القيم المجتمعية: نشر ثقافة القيم التي تشجع على التوازن والاعتدال.

 ٤/ التخطيط المالي: وضع ميزانية شخصية أو عائلية لتقليل النفقات غير الضرورية.

 ٥/ التشجيع على الاستدامة: دعم المبادرات التي تحافظ على البيئة وتعزز الاستهلاك الرشيد.

ولنتذكر دوما قوله تعالى “وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً”. [الإسراء: 26-27]. 

وكذلك “وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً”. [الفرقان:67].

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. الإسراف، بما يحمله من تجاوزٍ للحدود في استخدام الموارد والنفقات، يُعَدُّ سلوكًا مذمومًا في الشريعة الإسلامية، لما يترتب عليه من آثار سلبية على الفرد والمجتمع. وقد حذَّر الله تعالى من التبذير في قوله: {وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ} [الإسراء: 26-27]، كما أثنى على المقتصدين بقوله: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا} [الفرقان: 67].

    وفي الحديث الشريف، قال النبي ﷺ: “كُلُوا، وتصدَّقوا، والبسوا، في غير إسرافٍ ولا مَخِيلَةٍ”، مما يدل على أهمية الاعتدال في مختلف جوانب الحياة.

    إن هذا المقال القيّم المنشور في صحيفة واصل يُبرز بوضوح خطورة الإسراف، ويعكس وعيًا عميقًا بضرورة نشر ثقافة التوازن والاعتدال. فبطرحٍ علمي رصين وأسلوب شيّق، يعزز المقال الإدراك المجتمعي لهذه القضية المهمة، ويحثّ القارئ على التأمل في سلوكه الاستهلاكي واتخاذ خطوات إيجابية نحو اقتصاد رشيد.

    ومن أبرز أسباب الإسراف: الجهل بقيمة الموارد، والتقليد الاجتماعي، وضعف الوعي المالي، والرغبة في الرفاهية المفرطة، وتأثير الثقافة الاستهلاكية. وللحد من هذه الظاهرة، يجب تعزيز التعليم والتوعية، وترشيد الاستهلاك، وتعزيز القيم المجتمعية التي تشجع على التوازن والاعتدال، والتخطيط المالي السليم، والتشجيع على الاستدامة.

    إن تبني هذه السلوكيات يساهم في بناء مجتمع متوازن يحافظ على الموارد ويحقق التنمية المستدامة، متجنبًا الوقوع في دائرة الإسراف والتبذير التي تؤدي إلى الفساد والهلاك. كل الشكر لصحيفة واصل على تسليط الضوء على هذه القضايا الجوهرية، سائلين الله أن ينفع بها القرّاء ويجعلها في ميزان حسنات القائمين عليها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى