(يوم المرأة)

إذا صغر العالم كله فالمرأة تبقى كبيرة.. (فكتور هوجو)
صادف يوم السبت الماضي الثامن من مارس الذكرى السنوية ليوم المرأة العالمي لسنة 2025 تحت شعار (الحقوق والمساواة والتمكين) إذ يعتبر هذا اليوم عطلة رسمية في بعض البلدان. وبعض البلدان تحتفل به اجتماعياً.
والثامن من مارس هو اليوم الذي اعترفت به (الأمم المتحدة) كيوم للمرأة يُسلط فيه الضوء على قضاياها ومشاكلها ومعاناتها.. حيث تبنت الأمم المتحدة هذا اليوم وأدرجته ضمن أيامها المخصصة للقضايا وقد أعلنت الأمم المتحدة أن احتفالية اليوم العالمي للمرأة ستتخذ كل عام عنواناً جديداً يعكس مضامين وأهدافاً جديدة، وقد كان موضوع الاحتفالية السنوي الأول:
(احتفل بالماضي خطط للمستقبل) وبهذه المناسبة نقول للمرأة السعودية كل عام وأنت بخير يا أخت الرجال وهذا شرف وفخر لك وأنت تؤدين مهمتك السامية في المجتمع وهذا اليوم جاء لنعترف بالدور الريادي والجهود في بناء المجتمع بمساندتك للرجل في منظومة البناء المجتمعي والنهضة والتنمية، ونحتفي بدورك في مختلف المجالات التي ساهمتِ
فيها، وهذه المناسبة سوف تعزز من روح التضامن بين أفراد المجتمع لحضور المرأة ومشاركتها في مختلف المجالات، والتأكيد على مكانة المرأة المسلمة العاملة وغير العاملة في المجتمع فهي صنو الرجل وعلى درجة واحدة مع الرجل من حيث التكريم والإجلال والمكانة، والتقدير والمرأة شريكة الرجل في جميع تحمل مسؤوليات الحياة وفي ذلك يقول الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم (إنما النساء شقائق الرجال) ويرسخ النبي المصطفى في ذلك المساواة بين الرجال والنساء في الحقوق والواجبات ولهن من الحقوق مثل ما للرجل، قال الله تعالى :
(وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ)
وقد قال عبد الله بن المقفع: المرأة الصالحة لا يعدلها شيء لأنها عون على أمر الدنيا والآخرة، ونقول للمرأة أنت الأم والجدة والعمة والخالة والزوجة والأخت والابنة، وحقوق المرأة في الإسلام محفوظة من زواج ونفقة وتملك وميراث وغيرها من الحقوق الأخرى وقد رفع الإسلام من شأن المرأة وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: استوصوا بالنساء خيرًا، وقال: أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وخياركم خياركم لنسائهم.
ويقول جورباتشوف في كتابه(بيريسترويكا) التجربة الماركسية الشيوعية : طيلة سنوات تاريخنا البطولي والمتألق، عجزنا أن نولي اهتماماً لحقوق المرأة الخاصة، واحتياجاتها الناشئة عن دورها كأم وربة منزل، ووظيفتها التعليمية التي لا غنى عنها بالنسبة للأطفال، إن المرأة إذ تعمل في مجال البحث العلمي، وفي مواقع البناء، وفي الإنتاج والخدمات، وتشارك في النشاط الإبداعي، لم يعد لديها وقت للقيام بواجباتها اليومية في المنزل ـ العمل المنزلي ـ وتربية الأطفال، وإقامة جو أسري طيب، لقد اكتشفنا أن كثيراً من مشاكلنا ـ في سلوك الأطفال، والشباب، وفي معنوياتنا، وثقافتنا، وفي الإنتاج ـ تعود جزئياً إلى تدهور العلاقات الأسرية، والموقف المتراخي من المسؤوليات الأسرية، وفي ديننا الإسلامي يتم العناية بالمرأة في مواضع كثيرة مثل حقها في الميراث والنفقة والطلاق، واختيار الزوج وكذلك حقها في الملكية والتصرف فيها، وحقها في التعليم والمشورة والدعوة الى الله حتى أخذت مكانتها بفضل الله الذي كرمها، ثم بنصر رسول الله الذي نصرها وفي يومنا الحاضر حظيت المرأة السعودية بالرعاية والاهتمام الكبير من القيادة الحكيمة التي أفسحت لها الطريق ومن ثم أخذت موقعها في المجتمع بكل ثقة لتُساهم في مسيرة دفع عجلة التنمية والنماء والتقدم بجانب الرجل الذي أصبح عوناً وسنداً لها للمضي قدماً للبناء والتقدم والإنجاز في مسيرة الوطن نحو الازدهار والاستقرار والرخاء وحققت التميز والتفوق في مجالها وأصبحت مثالاً يحتذى به بين نساء العالم وهي شريكة في النجاح والمسيرة في بناء هذا الوطن، وهي جزء لا يتجزأ من تاريخ الوطن، وستظل المرأة السعودية في مجتمعنا شامخة شموخ هذا الوطن الكبير، وطن التاريخ والأمجاد، وطن التقدم والازدهار ..
تلويحة:
يقول: (طاغور) إنّ الله حين أراد أن يخلق حواء من آدم لم يخلقها من عظام رجليه حتى لا يدوسها، ولا من عظام رأسه حتى لا تُسيطر عليه، وإنما خلقها من إحدى أضلاعه لتكون مساوية له قريبة من قلبه.