قريتي تزدان جمالا. . . بزيارة ابن الملك لابن الذئب الأمين! !!

شكرا لملك الغابة الذي قرر زيارة قريتنا الجميلة ، وياليتها كانت كل شهر و عندما تريد تغيير موقعك تكون زيارتك مفاجئة لان تحديد الزيارة كان فيه تحرك للذئاب والثعالب والارانب من مكانها ، بل ولا تكاد تجد لها أثرا. فقد اصابها الرعب والخوف والقلق عندما علمت بقدومك ، لانها شاركت الذئاب الغادرة في ضياع الأمانة   .

في ما مضى تقلب أبناء القرية الصغيرة من شدة الحر،  وذلك بسبب ارتفاع درجة حرارة الجو ، نظرا لكثرة انقطاع الكهرباء في قريتهم الجميلة ، وفقد الكثير منهم جمال قريتهم نظرا لتعامل الذئاب معهم بخبث ومكر واهتمامهم بالشكل دون المضمون .

بل وفقد الكثير منهم الأمل في عودة النور بعد أن كانوا يشعرون بالظلام والخوف والرعب ومعاناتهم ، منذ عهد الأب الأكبر أسد الجبال وقاهر التتار .

في تلك القرية تهالكت شوارعها وأصبحت الانارة في بعض الشوارع خطرة لمن يقترب منها ، والزبائل منتشرة في كل حي وعند المحلات وفي الطرقات والمشاريع متعثرة .

وفي يوم من الأيام قرر الاسد القيام بجولة تفقدية للاطمئنان على أفراد مملكته والنظر فيما يحتاجوه من خدمات .

سمع بذلك أبناء القرية المحرومين والمنسيين في عالم المكر والخبث  والدهاء، ففرحوا واستبشروا لزيارة الاسد .

سمع بزيارة الملك ، الثعلب المكار فانطلق مسرعا الى منزل الرئيس الامين على القرية ، والذي ولاه الملك مسؤوليتها ، ولكنه خان الامانة نعم اتجه الثعلب ومعه الارنب والقط ليخبرون الذئب بموعد الزيارة وان الملك قد يقضي عليه ويمنعه من تحقيق مراده وامنيته ان يصبح معالي الذئب، واجتمع مع جماعته ، وبدأوا يتدارسون بينهم كيف يخفون عن الأسد معالم الخيانة والغدر والظلم ، الذي كانوا يقومون به في الغابة ولا رقيب ولا حسيب.

خططوا بخبث ودهاء وحاولوا تغيير معالم الطرق المتهالكة ورش الأشجار بالمبيدات، وزرع الورود الجميلة ذات الروائح العطرة ، وقاموا بتغييرمعالم الأرصفة وتلميعها وتجديد ألوانها حتى أصبح الواحد من أهل القرية يتمنى النوم على الرصيف من جمال شكله بعد أن كان مرتع للكلاب الضالة ، وتلك الأعمدة الجديدة للكهرباء في ثلاثة أيام فقط .

واسمحوالي لو اطلت عليكم ، فلعلنا نقوم برحلة معا قد تكون مؤلمة ولكنها تتكرر في كل زمان ومكان ،،،،

فقد تذكرت مع تلك الأفعال الغير مقبولة والتي تخالف أمر الله سبحانه وتعالى … قصة لملك من ملوك الصين .

ذكرت كتب التاريخ فيما مضى عن ملك من ملوك الصين كان يهم بزيارة إحدى المدن التابعة له ، وأمر وزيره بتوصيل الكهرباء إلى كل منزل ، ودفع من ميزانية الدولة مبلغ وقدره.

وأخبره الملك انه بعد شهر سيقوم بزيارة تلك المدينة عن طريق طائرته الخاصة ليلا ، ليرى الكهرباء في كل منزل واشترط  أن يكون كل بيت عنده عمود كهرباء والا سينال  عقابه .

أخذ الوزير الخائن المبلغ ، ووضعه في حسابه ، ثم أرسل رسله لتلك المدينة بأن الملك، يأمر كل رب أسرة ، بوضع عامود كهرباء عند منزله ويدفع مقابل توصيل النور إلى منزله ، ومن يخالف تؤخذ عليه غرامه  ويسجن وهددهم بأن ينالون أشد العقاب  .

اضطرب أهل المدينة من الأمر وباع الفقراء منهم بعض املاكهم وتدين البعض الآخر ،  وقاموا بتنفيذ أمر الوزير وفي خلال شهر تم إضاءة المدينة بأكملها على حساب المواطن المنهك.

وبعد أن أنهى الوزير عمله المطلوب منه بمكر ودهاء ، انتظر مرسول الملك ليقوم بزيارة المدينة الجميلة .

جاء الملك من رحلته ، وقام بالاتصال بالوزير لمعرفة ما تم عمله ، وهل انجز المهمة على الوجه الاكمل،  ليقوم بزيارة المدينة ، فاجابه ان اهل المدينة يدعون له بالصحة والعافية والرزق الوفير ،،،كيف لا وهو انار لهم منازلهم واضاء قلوبهم ،،، وبالفعل تم تحديد الموعد وقام الملك بالصعود لطائرته الخاصة .

وبالفعل تعجب الملك ممارأى وانشرح صدره لأن كل مواطن يستطيع العيش بأمان وعنده عامود كهرباء بجوار منزله ،،،،وكم تمنى أهل المدينة أن الملك سار بين الناس ليقف على حقيقة الأمر .

ولعلنا نعود لقريتنا ونكمل معكم بقية المؤامرة .

سمع بتلك الزيارة اهل القرى الصغيرة المجاورة لتلك القرية ، والتي تتبع لتلك القرية الكبيرة ، ففرح اهلها المستضعفين ، واستبشروا بزيارة الملك ، فاسرعوا الثعالب والذئاب والاراتب بتلك القرية في خبث ودهاء ، وانتشروا في ارجاء القرية ليعالجوا ما افسدوه .

وتفاجأ أهل القرية بمشاريع كانت متعثرة تنفذ بسرعة كبيرة ،  واعمدة تضاف ويغير شكلها وتنير المكان  ، وأشجار تزرع ، وروائح جميلة تخرج ، وشوارع تعبد وتسفلت.

تعجب أهل القرى والمغلوب على أمرهم مما يحصل من كذب وخبث ودهاء ، ولكنهم أجمعوا أمرهم للقاء الاسد عند زيارته لقريتهم ليخبروه بما حدث ممن اعتمد عليهم ، ووثق فيهم واستأمنهم على حقوق القرى .

وإن غدا لناظره قريب ، الجميع ينتظر زيارة الاسد فمن سيقول انا لها ويخبره بكل صغيرة وكبيرة .

من سيقابل الملك ويبين مكر ودهاء ممكلة الذئاب؟

ويا خوفي انهم قديكتفون بالتصفيق مع من يصفق بلقاءه،  وتعود  حليمة  لعادتها القديمة صياح بلا فائدة .