كتاب واصل

أبها زهرة الصباح.. ونجمة المساء

الكاتب/جمعان الكرت

لم تكن ـ لؤلؤة الجنوب ـ سوى سيمفونية أبدعها الخالق لتعيش كرنفالا مضمخا بالفرح وعبق الشيح والكادي .. وترقص على شدو البلابل وتغسل وجهها صباح مساء بهتـان يسح من غمامة بيضاء مباركة .. فيما تتمايل كغصن أطربه مداعبة فراشات ملونة.

ـ أبهـا ـ أي فرح أشرق في عينيك النجلاوتين أي جمال كسا قدك الميـاس لينبهر العشاق والشعراء والمفتونون بجمال الطبيعة .. أي نبض راعف يسكن أضلعك لتسكبي حنانك لزوارك كأم رؤوم احتضنت أطفالها بعد هجران وشوق، أيتها المشتعلة في أحداق الزوار هلاّ اخبرتنا عن سر سحرك وجاذبيتك؟ عن سر الجمال الفطري الذي اكتنف جسدك الغض .. فغدوت كعروس حسناء .. يتنافس – الفرسان لودها وخطبتها، في ذلك المساء البهي المعطر بالفرح والمطرز بالشوق .. على ذرا القرعاء كنت ياغادة الجنوب قد وضعت على رأسك اكليلا من الفل والياسمين ومنطقت خصرك الهضيم بحزام أخضر ومشيـت بخيلاء نعم كعزف فريد من نوعه.
وكلحـن عبقرى ليسكنك الربيع البهي ويستعطف البقاء معك .. لتبهرى القلوب قبل الابصار.

في ذلك المساء الندي .. العاطر على قمم جبال السودة قد تهدلت أغصان القمـر لينسكب شلالا فضيـا يليق لأن يكون رداء لك .. في ذلك الصباح المشرق بأبتسامـات
أهل الجنوب والممتزج بأطياف قوس قزح، كان الصباح في دلغان مسكوبا على شفتيك الحانا شجية وكان لون النهار كلون عينيك خضراويتين وكانت ربوعك ياعسير تزهو بجمال أخاذ ومنظر آسر لتصبح حكاية يرددها الرحالة والسمار عندها تجنح خيالاتهم لقصص أسطورية
في أبهـا ـ الثغور تطلق سربا من الضحكات البيضاء، في أبها الشمس لاتمـل نهارها، والنجمة الوسنى لاتمل ليلها .. أبها زهرة الصباح المتفتحة ونجمة المساء المتلالئة وترنيمة الفرح الدائـم، قالوا: بأن عاشقًا حمـل معشوقته ورحل بها الى الغمـام لتشرب ماءً نمیرا سحـا هنيئا.
قلنـا : اليست أبهـا ـ البدوية المتحضرة جديرة بأن تكون الغـادة الأجمل والعروس الأحلى ليضعها الشاعر الفارس بين أضلعـه ليفاخر بها وبحسنها ونمائهـــا وخفة ظلها وعنـاقيـد الفرح المتدلى من جبينها المشرق..
أبها قصة عشق بين العاشق وبين القروية الفاتنة التي سلبـت الجمـال من الجمـال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى