كتاب واصل

نظام العمل و رؤية ٢٠٣٠

كتبه : غيداء المؤيد

لا يخفى على الجميع أن نظام العمل السعودي نظام ليس بنظام جديد ، فنظام العمل نظام تدرج وتطور سريعا ، فبدأ تكوين هذا النظام بعد الحرب العالمية الأولى ، فأول تشريع عمالي وضعه المنظم السعودي كان في عام 1356هـ إلى اخر تعديل في عام 1436هـ ، فهذا النظام وجد منذ زمن ولكن طرأت عليه بعض التعديلات التي تتناسب مع طبيعة العصر ونوعية العمل ، أي نعم ان هناك مواد في النظام لفتت انتباه الجميع بعد التعديل ، نظام العمل أحد اهم الفروع الرئيسة للقانون ، اذا ذكر وزير العمل والتنمية الاجتماعية المهندس أحمد بن سليمان الراجحي إن العمل في القطاع الخاص في هذا العام في نمو 150% مقارنة بـ عام 2017م ، وقبل الحديث عنه بشكل قانوني فإن هذا النظام حظي بمنزلة خاصة ومكانة عظيمة ، إذا اورد الله في محكم كتابه كلمة ” العمل 359 آية ” ، والتي تشير إلى أهمية وضرورة العمل لدى الانسان ، منذ وجد الانسان وجِد وهو يعمل ليكسب قوت يومه فالعمل حاجة أساسية للإنسان .

فنظام العمل يخاطب أكبر شريحة من شرائح المجتمع ويعد من الأنظمة الأكثر تغيرًا وتطورًا فشهد نظام العمل عدة مراحل تطور فيها تطورًا سريعًا وهذه التطورات التي تشهدها الدول وخاصة المملكة العربية السعودية مع رؤية 2030 والتي ستكون هناك مشروعات ضخمة ، لم يقتصر الامر على تضخيم رؤوس الاموال ، بل امتدت لجذب اعداد وفيرة من الايدي العاملة ، ووضع هذا النظام لينظم العلاقات بين العامل وصاحب العمل وحفظ حقوق كلا الطرفين وقيام كل منهم بواجباته والالتزام بها لتحقيق العلاقة العمالية .

فوجود هذا النظام وقوته ينعكس على سوق العمل لاسيما وأن وزارة العمل والتنمية الاجتماعية قامت مؤخرا بقرار وزاري بتوطين ( سعودة ) اثنى عشر نشاطا اقتصاديا ، حرصت الوزارة على توفير فرص عمل أكثر اتساعا لأبناء الوطن ورفع مستوى مشاركة المرأة السعودية في القطاع الخاص ، وذلك بخفض نسبة البطالة والحد منها حتى تصل الى 7% ، ولكن ما يحدث في مواقع التواصل الاجتماعي من استشهادات لمواقف حصلت بعد التوطين ووجود بنات الوطن يعملن في محلات لا تلائمهن مكانةً ، وبعد تقديم بلاغات عدة في القنوات الرسمية المعدة من قبل الوزارة في هذا الشأن ( 19911 ) تقوم وزارة العمل مشكورة بالتجاوب والتوجه والتأكد من الامر ورصد المخالفة عليهم ، وتضرب بيد من حديد على من يخالف قرارات الوزارة .

تأنيث المحلات النسائية مطلب اساسي حتى يسهل فيه البيع والشراء بينهن ، انما وجود فتاه أو عنصر نسائي في محلات مستلزمات تخص الرجل أو تواجدها في محلات بيع السجاد والموكيت والاثاث والخشب… تواجدها بين عمال وافدين أو مواطنين لا يقبل ديننًا ولا نظامًا ولا عرفًا ، فقد نصت المادة ( 8 ) من اللائحة التنظيمية لعمل المرأة على ” يجب أن يكون مكان عمل النساء في مكان يتميز بالخصوصية والاستقلالية وفي قسم خاص ولائق بالنساء ولا يؤدي إلى اختلاطهن فيه بالرجال ” بمعنى انه حتى النظام منع ذلك ، وهذا يتطلب رقابة مستمرة حتى لا يحدث اختلاط في الأعمال التي تختص بأعمال الرجال.

قالت الشاعرة نادية الكيلاني :
حيّوا الشباب الحُر يُحيِيه الأمل .. قد لَوَّن التاريخ فخرًا بالعمل
هم يصنعون غدًا بروحِ فريقِه .. هم يبعثون حَياة فخرٍ مُكتمل
اصبح الغرض من التوطين هو خفض نسب البطالة في أقصى وقت ممكن ، لم تنظر الوزارة لمدى احتياجات ومؤهلات التي تلائم الجنسين من قوة تحمل و بيئة عمل مناسبة ، توطين الوظائف من الامور المهمة التي اتخذتها الوزارة التي كان يشغلها الوافدين بنسبة عالية جدا ، لكنها لم تتطرق الوزارة بعد التوطين إلى عدم عمل المرأة بالمهن التي تختص بالرجل وتحدد الأنسب مقدرة ، ومدى الامكانيات و المؤهلات التي تناسب المرأة ، النظر في أهمية عمل المرأة ومشاركتها امر مهم وضروري لكن بالعمل الذي يناسبها ويتناسب ايضا مع الرجل ، تحفيز الشباب وحسن الظن بهم وبقدراتهم العالية وتمكينهم من أداء العمل ، وبيان أن الانتماء للوطن ليست مجرد عاطفة او مشاعر جياشة ؛ بل هو احساس بالمسئولية والقيام بالواجبات .

سوق العمل مليء بالفرص التي تمكن فعليًا من مشاركة الرجل والمرأة وتشجيع طموحهم بأعمال التي تناسبهم بالمهن التي تلائمهم لبناء وطن طموح ، فنحن أمام تحول كبير نشعر فيه بكل فخر لتحقيق نجاح رؤية الحاضر والمستقبل المملكة العربية السعودية 2030 .

المحامية ومستشارة نظام العمل : غيداء المؤيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى