كتاب واصل

“السعي إلى العمل”

د/سامر محمد الأنصاري

ضرب الله لنا أروع الأمثال في القرآن الكريم بيان أهمية السعي على العمل وطلب الزق وأن لا يقف الإنسان مكتوف الأيدي ففي سورة مريم حيث قال تعالى:( وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا) آية ٢٥، فرغم صعوبة حالة السيدة مريم عليها السلام طلق الحمل والولادة والضعف الإنساني، فإن الله تعالى أمرها بالعمل على تحريك جذع النخلة لكي تتساقط عليها ثمار الرطب الغضة، ولو شاء الله لأنزل عليها رطبا دون تعب أو مشقة، وقد أراد الله أن يجعلها قدوة للبشر، فالعمل يتجسد معناه في الحياة، فكان أنبياء الله ورسله عليهم السلام يعملون بالدعوة إلى توحيد الله بجانب عملهم للسعي على الرزق، فكان أبونا آدم عليه السلام يعمل مزارعا، ونوح عليه السلام نجارا، وإدريس عليه السلام خياطا، ونبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم راعيا للغنم وتاجرا.
ومن الأمثال الخالدة في الذاكرة و آلتي كانت إنموذجا للسعي والعمل لكل البشرية قصة السيدة هاجر عليها السلام عندما تركها زوجها نبي آلله وخليله إبراهيم عليه السلام في واد لا زرع فيه ولا ماء مع وليدها إسماعيل عليه السلام، فكانت تثق في تدبير الله ورحمته وتتوكل عليه، فأخذت جاهدة تسعى بين الصفا والمروة وهي تنظر إلى الأفق البعيد لعلها تجد مغيثا يغيثها، حتى أكملت سبعة أشواط فتفجرت عيون الماء من بئر زمزم تحت أقدامها.
لا تقف أمام عقبات في طريق مسدود حول مسارك.
فالسعي للطلب المعيشة ليس بالتمني ولكن بالعمل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى