كتاب واصل

“حِراكُ الثعالبْْ لن يُسقِطَ حُكمَ الأسدْ “

وقف الاسد يوما على مشارف قصره يتأمل تلك الإنجازات التي حققها أبناء مملكته الجميلة ؛ وفي أثناء نشوته وفرحته جاءه الحارس الشخصي له ” الذئب ” وهتف في أذنيه بكلمات تغير على إثرها وجه الملك واتجه إلى جندي من جنوده وقال له :” ارسل لي النسر على وجه السرعة ” ذهب الجندي واحضر معه النسر والخوف على محياه.

  المستشار “عبدالله الحارثي “

أخذ الملك النسر بعيداً عنهم وقال له ” انت تعلم ما حدث في الغابات المجاورة عندما رفض أبناء تلك الغابة أوامر الملك وكيف اصبحت أراضيهم مملوكة لاعداءهم ؛ وقد وردنى خبر أن هناك من يدبر أمرا في السر لزعزعة أمن الغابة !

فبماذا تُشيرُ علي ؟! 

طلب النسر من الملك حضور الثعلب والغراب فهم لديهم معلومات موثقة عن الخبر بكل تفاصيلة. 

حضر الثعلب ومعه صاحبه الغراب الذي يرافقه كظله ؛ وعندما امتثلوا أمام الملك الاسد .

تقدم الثعلب وقال : “يا سيدي الملك لو قلت لك ما لدي لن تصدقني ولكن أمن الغابة يوجب علي أن أخبرك , والامر لا يجب السكوت عليه فهناك حيوانات جعلت لها مكانة وقدر وهي لم تقدر تلك المكانة .

 هذا الحصان الزاهد ، والغزال المتعفف ، ومعهم مجموعة من النمور والصقور ، هم من حركوا أبناء وبنات غابتك ليتم إسقاط ملكك والقضاء عليه ولدينا ما يؤكد صدق ما نقوله .

تعجب الملك من اختيار الثعلب لمن كانوا صمام الامان للغابة وهم في نظر الملك احرص الحيوانات على امن واستقرار الغابة ويحمونها بارواحهم .!!

وفي اثناء ذهول الملك احضر الغراب بين يدي الملك وثائق واثباتات وبدأ بعرض بعض المقاطع لمواقف يعتبرها مجموعة الثعالب أنها سبب في ما سيحدث للغابة من اضطراب في الأمن وفوضى عارمة .

وانك لتعجب من تلك الطرق التي يتعاملون بها وصدق الشاعر حين قال عنهم :- 

يعطيك من طرف اللسان حلاوة

ويروغ منك كما يروغ الثعلب 

وبطريقة خبيثة أظهروا صدق نواياهم ,وجمعوا الكثير من الصور والمقاطع , والتي حوروها بطريقتهم وباحترافيه حتى يخيل لمن يراها أن الخيانة والغدر صفة لأصحاب ذلك الحصان الزاهد . 

توجه الملك بنظره للثعلب وقال :- ” إذن أيها الثعلب المخلص ما هو الحل في نظرك فأنا أرى في عينيك مكر ودهاء ؛ فأخبرني برب السماء !!! ” .

اجابه الثعلب بسرعة وكأنه مرتب لهذا اللقاء ” أعط أمر ياسيدي بالقبض على الحصان الزاهد ومجموعته قبل أن يأتي الموعد المحدد , وبذلك تستطيع القضاء على الفتنة من مضانها ، وبعدها سيصبح كل من يريد الخروج يخاف أن ينال عقابه الأليم .

وافق الملك وعلى الفور أمر بالقبض عليهم وايداعهم السجن ليكونوا عبرة لغيرهم . 

تم القبض على مجموعة الحصان الزاهده والمخلصه للملك والغابة , وابتهجت مجموعة الثعالب والضباع وبدأوا بنشر شبهاتهم عبر مداخل الغابة ومخارجها ونهرها وفضائها وأستخدموا وسائل الإعلام الطائرة والزاحفة والتي توافق فكرهم ، وجندوا لذلك بعض الحيوانات التي تعيش في غابات مجاورة .

وفي دهاليز السجن وقف الحصان الزاهد ومعه المخلصين من حيوانات الغابة ؛ ورفعوا ايديهم لرب الأرض والسماء أن يظهر الحق ويكشف حقيقة الذين لاهم لهم إلا شهواتهم ومصالحهم الشخصية ؛ ولو على حساب الغابة التي اطعمتهم وتربوا فيها .

وأصبحت الغابة تعج بالخونة ؛ وصار النهار مظلما , وأقبلت الغربان محلقةً في السماء بكل حرية يعلو نعيقها كل الاصوات وتوافدت الضباع بصغارها تلهو وتلعب والثعالب ترقص وتغني , ولسان حالهم :- ” انتهينا من الحصان ومجموعته ؛ وقريبا ستكون الغابة بأيدينا وحينها لن يكون للأسد مكان في الغابة وسنقتله شر قتله ” .

وفي أثناء الاحتفال وهم في نشوة السكر والخمر , سمعهم طائر من الطيور المهاجرة ؛ وعرف أن الأمر مدبر , وأن هؤلاء مكروا مكرا كبارا .

ولكن الله بالمرصاد لهم ؛ وصدق الله حين قال في محكم التنزيل :” وكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ ( ) قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ ( ) وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ( ) فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ( ) فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ” (  ) .

فكر ذلك الطائر في كيفية فضح المؤامرة ؛ وإظهار الحقيقة للملك وحتى لا يكتشفه احد خرج من الغابة ؛ وأضمر في نفسه أن يتصل بالملك ؛ ويخبره بحقيقة المؤامرة التي دبرها الثعلب والغراب ؛ ومجموعتهم الخبيثة .

وهنا لا نعلم هل ستصل تلك الحقائق للملك أم أن الطائر حالت دونه الحواجز للوصول الى الاسد ؟!

سنوافيكم قريبا بما سيتم في تلك الغابة الجميلة وما القرار الذي سيصدره الملك بعد ان يتم كشف خطتهم الخبيثة , وكيف انهم هم من أوعز الى حيوانات مجهولة ؛ وطفيليات لنشر الوشوشات التى تهدد امن مملكته ؛ وايقاع المخلصين والتحريض عليهم. 

وأخيراً هل ياتُرى نرى الخونة الحقيقيين في السجون بعد أن ظهرت حقيقتهم للأسد أم ينتهي حكم الأسد ويصبح الثعلب صاحب الحل والربط في غابة الأسود؟!!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى