كتاب واصل

الأحد ٨ ذي القعدة ١٤٣٦ هـ

الأستاذ : سلمان سالم المالكي مدير مكتب إدارة التعليم بالشرق
الأستاذ : سلمان سالم المالكي
مدير مكتب إدارة التعليم بجنوب شرق الطائف

  غداً الأحد ٨ ذي القعدة ١٤٣٦ هـ

مرحلةٌ جديدةٌ من الولاء والإنتماء والوفاء لوطن العطاء، غداً نهتف وننشد جميعاً في بواكير الصباح ” سارعي للمجد والعلياء ” ،  غداً نصدح ” تحيا المملكة العربية السعودية … يعيش خادم الحرمين الشريفين ” غداً نغني ” يا بلادي واصلي والله معاك واصلي ” غداً وكل كل يوم نتمتم  ” فوق هام السحب ” ….

غداً الأحد ٨ ذي القعدة ١٤٣٦ هـ

تنطلق مرحلة جديدة مِن الإنجاز  والإنتاج ، غداً ينطلق ٥ مليون طالب وطالبة ، لو قُدِّر فقط لكل طالب أن يكتسب معلومة ومعرفة ومهارة لأضيف إلى عقل الوطن ومفاصله وتقسيماته الجغرافية مليون وخمسمائة معلومة ومعرفة ومهارة ….

وفي نهاية الفصل الدراسي على أقل تقدير  لو إفترضنا قيام ٥ مليون طالب وطالبة بإضافة تحسين لمنتج أو تطويره أو إبتكاره لأضفنا ١٥ مليون تحسين وتطوير وإبتكار ….

غداً يخرج الطلاب والطالبات من منازلهم ليقضون ثلث اليوم  في أحضان معاقل العلم ومحاضن التربية وفيها لا ولن نسمح لفكرٍ مشوشٍ أو ضال أن يتسرب أو تتفشى روائحه الكريهة في أروقة العلم النافع والفكر السوي والمنهج المعتدل …

غداً تستيقظ كل أمٍّ مخلصة تعتبر نفسها مواطنة صالحة وذات أمومة صادقةٍ – وأظن حد اليقين أن كل أمهاتنا ونسائنا وأخواتنا وبناتنا كذلك-  في وقتٍ مبكرٍ قبل المعتاد كي تبني جيلاً ينعم به وطن النماء لينعم منهم بالإنتماء ….

غداً المرأة لا تبني حائطاً أو سوراً كسور الصين العظيم ، بل تبني جيلاً عظيماً وسوراً بشرياً يحيط بالوطن من جهاته الأربع بل يظلله من حر الشمس وهجير الأرض ….

غداً الأم لا تشق قناةً كالسويس فحسب بل تفتح قنواتٍ من النصح والإرشاد والتوجيه لتروي عطش جيلٍ قُدِّر له أن يعيش في زمنٍ مشوهٍ ملطخٍ بالمتاهات الفكرية والمذهبية والطائفية ….

غداً الأم السعودية تنعم بحدائق من الآمال المعلقة لسنواتٍ كحدائق بابل المعلقة ، إنتظرتها بكل حبٍّ وحنان كي ترافق طفلها أو طفلتها إلى روضةٍ غناء بالعلم والمعرفة ….

غداً ينتظم ٢٤٥ الف طالب وطالبة في قطار رحلة جديدة مليئة بالأحداث تبدأ بالشوكولاتة والبيسكويتات والورود والألعاب – الأسبوع التمهيدي – ولا نعلم ماذا تكون خاتمتها ؟

غداً تبتهج المدارس بعودة الحياة وكثافة الغطاء المثمر والمزهر إن وجد الريّ والغذاء المناسب …

غداً مدارسنا مضيافة ، تزهر ملامحها بحلول أبنائنا وبناتنا ضيوفاً عليها …

غداً مدارسنا تفوح رائحةً زكيةً برائحة الأقلام والألوان ، بأصوات الإذاعة والنشيد ، بحركة الجمباز والقفز ، بصورة المليك وولي العهد وولي ولي العهد والعلم السعودي …

غداً يحتفل الأب بإبرام عقدٍ لأكبر وأهم وأجمل مشروعٍ في حياته ” المكرم مدير المدرسة ….

أضع بين أيديكم وأستأمنكم على قطعة مني وفلذة كبدي وحشاسة قلبي وثمرة فؤادي …”

 هذه هي الصفقة الأهم في حياة الوالدين حيث  تبحث الأسرة عن أفضل مُخَطِّطٍ ومصمم وخبير ومهندس ومنفذ، تستودع هذا الكنز في أفضل الصناديق وأكثر البنوك أماناً ….

غداً يجب  على كل أبٍ أن يرافق إبنه لمدرسته وأن يتحدث إليه بكل حب وعطفٍ ولين ، فإن لم يكن لك حظٌّ من بُنوَّتِهِ فثق تماماً أنه سيكون في بُنُوّةَ غيرك …

لا تقذفون بأبنائكم في اليمِّ  ولا تلقوهم بالساحل ولا تضيعوهم في غيابات الجُبِّ ، فالبحار عميقة والمحيطات مظلمةٌ والتيارات متضادة والأمواج عاتيةٌ  والسباحون  غير ماهرون ….

ليس غدٍ فقط بل غدٍ وبعد غدٍ وبعد بعد غدٍ ……

معشر التربويين والمعلمين :

يبتهج المهندس بتعيينه في مصنع ، ورجل الأمن يشرأب عنقه للكفاح والدفاع على الحدود،  ويفتخر المحاسب بأن يحرس خزائن البنوك ، وأنتم منحكم الله سبحانه ميزة عظيمة ووفقكم لرسالة سامية ، ومهنة راقية ، هيأ الله سبحانه لكم أن تكونوا مؤتمنين على أغلى ثمار وأثمن كنوز الوطن بل الكون ، إنها النفس البشرية التي تسمو بالدِّين وترتقي بالأخلاق وترتقي بالقيم والمبادئ ، متشربةً للأفكار والعلوم والمعارف ومكتسبةً للمهارات والإبداعات …. فلا تزعزع ثقتكم بأنفسكم رسائل المغرضين ومقاطع الحاسدين  ، وعلينا جميعاً أن نرسخ في نفوس النشء حب وإحترام وتقدير العلم وأهله وعلينا أن نرسم لأنفسنا مكانةً في قلوب المجتمع بجديتنا وحرصنا وحبنا لأعمالنا وكسب ثقة  أولياء الأمور … علينا كذلك أن نكون ولاة أمر بدلاء لأبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات وأن نمنحهم شعور الأبوة والأمومة الصادقة كي تبوح خواطرهم بما يجول بها ولا يتلقفهم بعض أعداء الدين والأمة والوطن وأعداء النجاح ….

غداً نستقبلهم بالحب نرأف بهم ليس لضعفهم بل لحداثة أعمارهم وقلة تجربتهم وعظم الأحداث التي تدور حولهم وكبر التحديات التي تواجههم ….

غداً قلوبنا ومكاتبنا وصدورنا مفتوحةٌ لأبنائنا فليهنؤا بمدارسهم ومنازلهم الفكرية ومحاضنهم التعليمية ، فحيهلا بهم ….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى