كتاب واصل

{المشهد الجديد}

unnamed (52)
لم تكن النظرة قاصرة  أو ان الخطى عشوائية اوصبيانية  ، أو ان اصحاب القرار يتصفون بالمراهقة كما نعتهم بعض الحاقدين والجهلة والكارهين  ، والحديث هنا عن قرار عاصفة الحزم  تلك التي ابهرت العالم باكمله في جوانب متعددة لعل اهمها الجاهزية  ، ودقة اختيار الاهداف والهيمنة الجوية في وقت لم يسبق له في الحروب مثيل  ، مما اثلج صدور المحبين وأصحاب الشرعية والمسالمين ،اما الحاقدين  والمراهنين   فقد صعقوا وصدموا  واصابهم الهلع والرعب  والاحباط ، بل ان من الاعداء من رفع القبعة احتراما لتلك العاصفة ومن كان خلف قرارها ربما عن قناعة او انها هلوسة واضطراب ، ولعل ادلتنا اكثر من ان تحصر على صواب القرار وعقلانية اصحابه ، فما  تلك الانتصارات  التي  نشاهدها واقعيا في اراضي المعارك والتي اذهلت حتى الاعداء انفسهم الا احد الادلة على ان العاصفة بدأت تؤتي اكلها وتحقق اهدافها  ، ومن الادلة الواضحة عيانا ما نشاهده من تفكك في عصابات صالح وتراجع للحوثيين مما ادى الى تغير القناعات لدى الاعداء انفسهم ويقينهم أن حساباتهم كانت خاطئة ، وأن آمالهم باتت يائسة،  ويقينهم ان مخططاتهم تم شنقها بالقرار السلماني الحكيم واحلامهم  باتت منتحرة على ايدي بواسل الجو والبر والبحر ،بل انهم  اصبحوا  اكثر يقينا ان جميع  ماكانوا يصبون اليه ويريدون  تحقيقه تم اعدامه على ايدي رجال عاصفة الحزم  ، ولعل اشد اليأس تلك الوساطة  الغير او المباشرة االتي طلبها الرئيس المخلوع  علي عبد الله صالح من زعماء الدول الخليجية وبعض الدول العربية عن طريق رسله والتي لم تحظى بالقبول او الاحترام ، وما ذاك الا لانه وزمرة  الحوثيين اوصلوا اليمن الى الهاوية والدمار ، بل انهم كادوا ان يبتاعوا اليمن بثمن بخس  على حساب  الدم اليمني  والمقدرات والمعتقد لدولة ايران الفارسية .
وعودا للبشائر والنصر ما شاهدناهعبر الشاشات من استسلام للعديد من الالوية التابعة لصالح والعود لموالاة الشرعية  ، وغيرها وبفضل من الله الكثير من البشائر والانتصارات .
ان عاصفة الحزم  لم تكن بالعشوائية ابدا بل انها كانت  تحمل اهدافا سامية  ذات منظور مستقبلي  بعيد المدى.
ان عاصفة الحزم رسمت للعالم مشهدا جديدا اثبت  للعالم بأسره  ان المملكة العربية السعودية قادرة على الرد متى ماارادت وقادرة ايضا  على التعبئة العسكرية والسياسية بحجم علاقاتها وانجازاتها وقوتها التي ثبت انها قادرة على هز  العالم حسب (مجلة امريكان  انترست ) حيث اوردتها  كسابع دولة  في القوة من بين الدول العظمى  .
وليس هناك من يشكك ان عاصفة الحزم السلمانية صفحة جديدة من الصفحات المشرقة للشرق الاوسط ، وبداية مبشرة بالخير لكل عربي ومسلم ، بل انها بداية شموخ لمشهد فخر واعتزاز  لكل عربي  ولكل  مسلم  ولكل خليجي استمدت فخرها من الشروع في اعادة الحق لاصحابه ، واستمدت عزتها من إقصاء التواجد الإيراني من اليمن العربي ، بل ان العزم باذن الله  قادم والنصر له مرافق على ردع اي تدخل زرادشتي فيالشؤون العربية من قبل ايران التي تريد ان تصنع من نفسها جنيديا في الشرق الاوسط ، وسوف يصاب اعوانها والحلفاء اللذين  يعتبرونها ظهرا لهم بالهلع والخوف كما اصيب الحوثيون في اليمن قبلهم  ، ولسان الحال هم السابقون والحلفاء ولاتباع في سوريا ولبنان  اللاحقون باذن الله ، وياله من سبق فلقد سبقوا بالخسران المبين على صعيد الدين وعلى صعيد الوطن .
مشهد جديد وإن شابه الظلام في جانب من فرض تلك الحرب بسبب رفضهم للسلم والحوار الا انه مشرق لمن اوجد فصوله لكونه يفرض العدل ويرفع الظلم ويعيد الشرعية لاصحابها في اليمن .

بقلم _عبدالعزيز الناصري
 

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى