تذكرت قصة غريبة وعجيبة انه كان ياماكان في قديم الزمان أسد جائع ويبحث له عن فريسة يلتهمها وكان له وزير ثعلب ، وارادالأسد أن يأكل الثعلب ويقضي على الجوع الذي أقض مضجعه ، وبينما هو ينتظر الفرصة للانقضاض على وزيره وخادمه اذا بالثعلب يأتي ومعه الحمار الذي خطط الثعلب من قبل حتى يكون فريسة للملك ، وعندما رأى ملك الغابة الحمار تعحب من قدوم الحمار مع الثعلب وبدأ يتراجع عن التهام الثعلب وفكر في حيلة يحتالها للانقضاض على الحمار وافتراسه.
وبينما هو يفكر اقترب منه الثعلب وقال ياسيدي الملك اعرف ما تفكر به ، ولكن أريد منك أن تكون هاديء ولا يشعر الحمار بأنك تنوي افتراسه بل اقترب منه وانظر لحاجته وبعدها لكل حادث حديث .
استمع الاسد لنصيحة وزيره وقام من كرسيه وسلم على الحمار وقضى له حاجته التي جاء من أجلها ، غادر الحمار المكان وبقي الثعلب مع الملك ، وعرض على الأسد شيء غريب فقال ياسعادة الملك أعلم انك تريد شيء يسد جوعك وانا لو اكلتني فمن سيفكر معك ويساعدك ، ولكن لدي رأي أتمنى أن تأخذ به ، قال الاسد قل ما هو بسرعة ، قال أرى أن تقوم بتعيين الحمار وزيرا لك يساهم في تعليم أبناء حيوانات الغابة ويدرسهم كل ما يحتاجونه.
رد الملك وهو يضحك أما رأيت غير الحمار يعلم الحيوانات الأخرى لماذا لاتختار النمر أو الصقر أو الذئب تتركهم وتتجه لاغبى الحيوانات .
ضحك الثعلب حتى استلقى على ظهره ثم قال يا سيدي الملك انت تعلم أن الكثير من الحيوانات ابتعدوا عنك خوفا من بطشك وكذلك خوفا من أن تجوع فتأكلهم واذا أردت أن يكون ابناءهم صيدة سهلة بيدك فلا ينفع معهم إلا الحمار والذي سيدربهم على السمع والطاعة والاقتراب من الملك .
تعجب الاسد وقال الثعلب أعلن في الغابة عن صدور أمر من ملك الغابة باختيار الحمار وزير يعلم اطفال جميع الحيوانات وعلى الجميع إرسال أولادهم له ليعلمهم.
انتشر الخبر في أوساط حيوانات الغابة وكان هناك معارضة من الكثيرين على اختيار الحمار ليعلم ابناءهم وهو معروف بالغباء والإزعاج ، لكن تنفيذا لأمر الملك الذي لا يرحم من خالفه وافق الجميع ، وبعد مرور مدة من الزمن من تعيين الوزير تغير الحال في الغابة وصار الصقر يمشي مع الحمامة والنمر يسامر الارنب والذئب يلعب مع الشاة والفهد يتسابق مع الغزال .
انتشر بين الحيوانات الأمن والامان والمحبة والمودة بين جميع الحيوانات وصار الكل يحب بعضهم البعض ، وفي تلك الاثناء جاء الثعلب مهرولا إلى الملك وهو يضحك وقال يا سيدي ابشرك لقد نجحت الخطة التي خططنا لها وسيكون عندك الكثير من الحيوانات مطيعه لك وتختار ما تشاء منهم وسياتون إليك راضين ومطيعين ولن ترى تمرد أو عصيان ، ولكن يجب عليك ان تقوم بتوجيه وزيركم بتغيير أماكن الحيوانات لأن كل مكان يذكر الحيوانات بالغريزة الموجودة لديهم وتفقد هذه الطاعة العمياء والتي نسعى لها ” انتهت القصة ” .
لعل الكثير يتعجب من القصة والتي لها مغازي كثيرة وخصوصا مع حركة النقل الخارجي والذي ينتظرها الجميع والكل في شوق لإنهاء معاناتهم ونقلهم حسب الترتيب الذي يعرفه الجميع من السنة الماضية ، ولعلك تعجب من وجود ثعلب يبرر لخطأ الوزارة ، ولا يبرر لخطأ الطلاب الذين قاموا بقطع وتمزيق الكتب والذي بسببها تم إعفاء المدير بدون وجه حق .
فهل ياترى نرى إعفاء للوزير على خطأه في حق مايقارب من 84000 معلم ومعلمه ؟!!
وهل سيحاسب الوزير على خطأ فادح في وزارته التي هو المسؤول الأول عنها كما تم من قبل محاسبة مدير على عمل خارج أسوار مدرسته ؟!.
ننتظر قرار الاسد لتغيير الوزير بآخر يتعامل مع الجميع كلا بحسبه ويستطيع حل معاناة الجميع .
واخيرا نتوقع النقل للجميع بدون استثناء خوفا من الإعفاء لربما فاستبشروا وقريبا يكون للصائم فرحتان فهل تتحقق الأفراح إن غداً لناظره قريبُ.
