البروفسور أحمد الحسين يناقش أطروحة دكتوراة تتناول محورا في غاية الأهمية ..له مرتكز في رؤية المملكة ٢٠٣٠

الرياض – واصل :
يناقش قريبا البروفسور أحمد بن محمد الحسين أستاذ المناهج العامة وتطوير التعليم .. أطروحة دكتوراة تتناول محورا في غاية الأهمية ..له مرتكز في رؤية المملكة ٢٠٣٠ يتعلق ” بتنمية الوعي بالمسؤولية الاجتماعية ومجالات الاقتصاد الأخضر” .
وتنمية الوعي بالمسؤولية الاجتماعية أحدى الركائز الأساسية لبناء مجتمع متوازن يسعى لتحقيق التنمية المستدامة؛ إذ تعني المسؤولية الاجتماعية إدراك الأفراد والمؤسسات لدورهم في خدمة المجتمع وحماية البيئة والمساهمة في تحسين جودة الحياة العامة.
ويبدأ هذا الوعي من التربية والتعليم وترسيخ القيم التي تدعو إلى احترام الإنسان والموارد الطبيعية، ثم يمتد ليشمل سلوكيات الأفراد في حياتهم اليومية وقرارات الشركات في أنشطتها الاقتصادية والإنتاجية.
وفي هذا السياق يبرز مفهوم الاقتصاد الأخضر بوصفه نموذجاً تنموياً حديثاً يهدف إلى تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة، من خلال الاعتماد على الموارد المتجددة وتبنّي التقنيات النظيفة وتقليل الانبعاثات الملوثة. فالاقتصاد الأخضر لا يقتصر على إنتاج السلع والخدمات بطريقة صديقة للبيئة فحسب، بل يتجاوز ذلك إلى إعادة النظر في أنماط الاستهلاك والإنتاج بما يضمن استدامة الموارد للأجيال القادمة، ورؤية المملكة ٢٠٣٠ تركز عليه.
إن العلاقة بين تنمية الوعي بالمسؤولية الاجتماعية ومجالات الاقتصاد الأخضر علاقة تكاملية وثيقة، إذ يشكل الوعي المجتمعي حجر الأساس لتقبل الأفكار والممارسات الخضراء ودعم السياسات التي تحافظ على البيئة، فكلما ارتفع مستوى الوعي لدى الأفراد والمؤسسات بأهمية حماية البيئة والمشاركة في العمل الاجتماعي، ازدادت فرص نجاح مبادرات الاقتصاد الأخضر وتوسعت مجالات تطبيقها. وبالمقابل يسهم انتشار المشاريع الخضراء في تعزيز هذا الوعي من خلال إظهار الفوائد العملية للممارسات المسؤولة اجتماعياً وبيئياً، كخلق فرص عمل جديدة وتقليل التلوث وتحسين الصحة العامة.
ومن هنا يمكن القول إن تحقيق التنمية المستدامة يتطلب تضافر الجهود بين الأفراد والحكومات والقطاع الخاص لترسيخ ثقافة المسؤولية الاجتماعية ودعم التحول نحو الاقتصاد الأخضر، لأن بناء المستقبل لا يقوم على النمو الاقتصادي وحده، بل على وعي اجتماعي بيئي يوازن بين حاجات الإنسان وحماية الكوكب الذي يعيش عليه.



