د.خالد الغامدي اخصائي نفسي وخبير تربوي
يمكن لكل امرأة أن تصبح راقية إذا تحلّت برحابة الصدر والثقة بالنفس والرقة وقوة الإرادة، مع احترام الجميع والنظر إلى الجانب المضيء في حياة الآخرين دون الانشغال بهفواتهم. فالمرأة الراقية ليست مجرد مظهر خارجي، بل هي شخصية متزنة تكتمل بقاعدة من الثقافة واللباقة والاتيكيت، والتي تشكل معاً مثلث الرقي الحقيقي. الثقافة، التي لا ترتبط بالضرورة بالمستوى العلمي، تُعدّ ركيزة أساسية لصقل الشخصية باستمرار من خلال القراءة والبحث، فهي تمنح المرأة الحكمة والوعي والإدراك اللازمين للتصرف بحكمة ولباقة في مختلف المواقف.
في بيئة العمل، سواء كانت عن بُعد أو حضورياً، على المرأة أن تلتزم بقواعد محددة من الاتيكيت تبدأ باختيار ملابس رسمية مناسبة، ماكياج خفيف، وتسريحة شعر أنيقة ومرتبة، مع ارتداء أحذية مريحة وغير ملفتة. كما يجب أن تبتعد عن المجوهرات الصاخبة أو التي تشتت الانتباه، مع الحرص على الوقوف والجلوس بشكل يعكس الثقة بالنفس والرقي، والابتعاد عن الانفعالات والحديث المبالغ فيه أو الغيبة والنميمة.
أما في الشارع، فاحترام الآخرين والالتزام بالسلوك اللائق يعكسان رقي المرأة وتربيتها. التسكع بدون هدف، الصراخ، السخرية من الآخرين، والتحديق غير اللائق كلها سلوكيات تنافي الاتيكيت. عند سقوط شيء ما، يفضل التقاطه بثني الركبتين بدلاً من الانحناء الكامل، مع الحفاظ على وقفة أنيقة. كما يجب التنسيق عند السير في مجموعات وعدم إعاقة حركة المارة، وتجنب الانتظار بلا هدف أمام المحلات أو التحديق في المارة.
فيما يخص قيادة السيارة أو التنقل بها، توجد آداب خاصة يجب احترامها. على المرأة الراقية أن تجلس في المقعد الخلفي الأيمن إذا كانت برفقة سائق، مع ضرورة المحافظة على هدوئها ولباقتها عند الصعود والنزول. احترام سائق السيارة أو سائقي المركبات العامة، وتجنب النقاشات أو المكالمات الهاتفية المزعجة، والمحافظة على سلامة السيارة وصيانتها دورٌ هام في الاتيكيت. وعند القيادة، يجب الالتزام بقوانين المرور، تجنب المزاحمة، والحفاظ على مسافة آمنة مع المركبات الأخرى، مع الانتباه الكامل للطريق وعدم الانشغال بأمور أخرى.
في الختام، لا بد من التأكيد على أن الاتيكيت هو انعكاس لقيم الإنسان الأخلاقية والإنسانية، وهو ما أكده ديننا الإسلامي الحنيف في تشريعاته التي تحث على مكارم الأخلاق. يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: «ليس المؤمن بالطّعان، ولا اللّعان، ولا الفاحش، ولا البذيء»، مما يوضح أن الرقي الحقيقي ينبع من تحلّي الإنسان بالأخلاق الحميدة في كافة تعامله مع الآخرين. ……رقيّكِ يبدأ من سلوككِ وثقافتكِ



