غير مصنفكتاب واصل

الاحتراق الوظيفي للمعلم: الحاجة الملحة إلى الدعم النفسي والمعنوي

بقلم/ د. يحيى الغامدي 

مستشار تربوي وتعليمي

في ظل التحديات المتزايدة التي يواجهها المعلم في البيئة التعليمية الحديثة، أصبحت مسألة الاحتراق الوظيفي من أبرز الظواهر المقلقة التي تؤثر سلبًا على جودة التعليم وعلى الصحة النفسية للمعلم. فالضغوط اليومية، وتراكم المهام، وارتفاع سقف التوقعات، يقابلها – في كثير من الأحيان – غياب الدعم النفسي والمعنوي الذي يحتاجه المعلم ليستمر في أداء رسالته السامية بكفاءة ورضا.

الاحتراق الوظيفي يقصد به حالة من الإرهاق النفسي والجسدي والعاطفي الناتج عن ضغوط العمل المستمرة، وتظهر أعراضه في صورة فقدان الحافز، تدني الأداء، الشعور بالإحباط، وأحيانًا الرغبة في ترك المهنة. وتشير دراسات حديثة إلى أن نسبة لا يستهان بها من المعلمين في السعودية يعانون من مستويات متفاوتة من هذا الاحتراق، خاصة مع غياب بيئات داعمة تقدر جهودهم وتلبي احتياجاتهم الإنسانية.

المعلم محور العملية التعليمية وروحها، ولكي يتمكن من الإبداع والعطاء، فهو بحاجة إلى:

1. الاعتراف بجهوده وتقدير دوره داخل المدرسة والمجتمع.

2. بيئة عمل داعمة خالية من التهديد والتقليل من الذات.

3. برامج نفسية دورية تساعده على التعامل مع القلق والتوتر.

4. شبكة دعم مهني تُعزّز من تواصله مع زملائه ومشرفيه بشكل صحي.

وختاما..

لا يمكن الحديث عن تطوير التعليم دون الحديث عن صحة المعلم النفسية، ولا يمكننا أن نطالب المعلم بالتميز ما لم نضمن له بيئة محفّزة، آمنة، وإنسانية. إن دعم المعلمين نفسيًا ومعنويًا لم يعد ترفًا، بل هو ضرورة وطنية لضمان تعليم مزدهر ومستدام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى