كتاب واصل

بقلم قينان : وليت أن جثة قلمه طفت دون حراك فوق الورق!

image

قرأت مقالا للكاتب قينان الغامدي تحت عنوان (هدف السرورية جريمة وفسادها وسيلة )
وقبل الشروع في مقالي ذهب بي فضولي الى معرفة معنى اسم قينان مع قناعتي بأن أغلب الاسماء لا تعلل ، فوجدت في قاموس المعاني أن قينان مثنى ومفرده قين ولم أودّ الاستزادة لعدم أهمية الامربالنسبة لي .
كان المقال  طويلاً ومملاً ، سرد خلاله قينان العديد من الأسماء بحجة الاستشهاد وربما كان اسلوبه إلى التشهير أقرب ، وليس ذلك بغريب على قينان فهو لا يفرق بين النصيحة ولا الفضيحة ، فقبل أيام شهّر بأحد الدعاة عبر إحدى القنوات الشهيرة بالدفاع عن الباطل ومحاربة الحق المبين ، بل ووصل به الحال الى الإتهام بتزوير شهادة الدكتوراه الحاصل عليها ذلك الداعية.وليست تلك اولى حلقات التتبع وتصيد الأخطاء ولا اعتقد أن قينان سوف يمتلك ثقافة التمييز بين الحق والباطل فيعود الى الحق لتكون الحلقة الأخيرة من حلقات التشهير والتتبع .
وتحدث الكاتب عن النغمة العنصرية وتناسى انه يصنع نغمات الانقسام والفرقة بين أبناء الوطن الواحد ، وتحدث عن الفساد ولم يدرك ان اشد الفساد يمثله فساد الذات ،
وتحدث عن براءة الذمة ولم يعلم انه لم يبرأ من الطعن في الدعاة والعلماء ، والاكثر إيلاما حديثه عن الضمير والجميع على يقين أن من يملك ضميرا صالحا للاستخدام الآدمي لا تحمل اجندته تأجيج الفتن على حساب الوطن وهو يعلم أن ذلك يخدم المتربصين من الاعداء بأرض الحرمين .
وتكرر في مقال الغامدي مصطلح (لوبي)وهي كلمة لا تمت الى العربية  بصلة ، بل هي كلمة لاتينية ذات ارتباط بالمنظمات اليهودية،  وفي إعتقادي لولا تلك المنظمات الصهيونية لما وُجِد ذلك المصطلح ، إلا ان الكاتب أطلقه ربما دون إدراك لمعناه او من باب الكراهية المقيتة التي يحملها لمن اسماهم بالسرورية .
وتحدث الكاتب عن بعض الإحصائيات المضحكة نحو احصائيات الطلاق ! فكيف حصل الكاتب على تلك الإحصائية ولماذا شخّص الاسباب وفق وجهة نظره ؟ فحقيقة شر البلية ما يضحك ، وكل شخص يصنع قدره عند الأخرين بنفسه !
وذكر الكاتب في عرض مقاله القبر وكان يستخدمه ككناية . وليت انه تذكر القبر وضمته وجلس خاليا مع نفسه ليتسآل ماذا قدم له ؟
وكم يأمل الحريصون والمحبون لهذا الوطن المعطاء والكيان الشامخ أن يدرك الكاتب قينان حفظ الله المسلمين من سوء فهمه وجهله نتائج وعواقب ما يكتب وما تثيره كتاباته الرامية الى نشر الفتنة و التقسيم الغير مبررعقلا ولا نقلا، وخاصة في هذه الآونة تحديدا لما تحدثه تلك الكتابات من صدع للمواطنة ومن بلاءات وابتلاءات للوطن ، وذلك في زمن أحوج ما نكون فيه للالتفاف واللُحمة حول ولاة امرنا ورجال الدين ودعاتنا الذين ينعتهم قينان بالسرورية تارة وبالخوارج تارة أخرى ، فالاولى به وبنا وبكل محب للوطن الانشغال بمواجهة العدو الذي يتربص بنا وبوطننا الغالي في هذه الأيام العصيبة ، ولكن حال قينان وهو يصنع التقسيم المذهبي والتعصب الفكري كقنابل موقوتة يجعله في قائمة أعداء الوطن .
ولاأشك أن الكاتب قينان الغامدي يدرك جيدا ما يحدثه وزمرته من نتائج سلبية تتيح للاعداءاستغلال ذلك التقسيم للمجتمع السعودي ، ومنح الأعداء فرص زيادة أذرعهم المسمومة وتمكينهم في اغلب البلدان العربية المجاورة وذلك من أجل تنفيذ  مخطط الهلال الخصيب الأحمر ، والذي يمثله الحلم الفارسي بإعادة إيوان كسرى ، مستغلين في ذلك حزب البعث العربي والصفويين والحوثيين وكل شيعي في الوطن العربي ، ورسموا ما أسموه بالخطة الخمسية وتم تحديد عشر سنوات لكل خطة ، وهذه الإسقاطات والاستطراد اردت  تزويد الكاتب بها، حيث انشغل بتتبع الدعاة ورجال الدين وبث رياح الفرقة والطائفية  وتشكيل اطياف المجتمع  وفق ثقافته وفكره وتصوره دون اعتبار لما سوف يحدث لهذا الكيان العظيم من انقسام في حال استمر في دس السم الزعاف في العسل .
والنقد الهادف والنصح الصادق مطلوب وحق مشروع للجميع ، ولكن قينان استخدم اسلوب التشهير عبر المنابر الإعلامية من باب الشخصنة وليس من باب إظهار الحق والحقيقة ولكنه الحقد الدفين وتصفية حسابات ارادها قينان .
وكم هي قبيحة تصفية الحسابات وملعونة تلك المكاسب والانتصارات التي يتم تحقيقها على حساب الوطن ، ولولا الغيوم لما استمتعنا بضوء الشمس!

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. كلام جميل استاذي الغالي وهنا اود ان اقول لكل كاتب ان العمل الذي تقوم به امانه ومسؤلية كبيرة وسوف ياتي اليوم الذي يكون شاهد لك او عليك فسطر على صحيفة اعمالك ما ينفع يوم لا ينفع مال ولا بنون الامن اتى الله بقلب سليم …

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى