كتاب واصل

شخصيات أصحاب الف وجه

الكاتب : عبدالله العطيش

قال تعالى ” وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُۥ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَيُشْهِدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا فِى قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ ٱلْخِصَامِ “

لم تخل المجتمعات من النفاق ابداً, ترى الفرد ذو وقار ولحية وهيبة يتحدث في الدين والحلال والحرام وبداخله غير ما يخرج للناس به, لأنهم ” المنافقين ” يرتدون قميص الأصدقاء ويبطنون العداء يرتدون ثوب الإسلام ، لكنهم فى الحقيقة ليسوا كذلك, وبمرور الوقت، وإن طال، تخمد نار ادعاءاتهم، ويظهرون على حقيقتهم التى حاولوا أن يخفوها.

إن هؤلاء المضللين اصحاب ثوب النفاق والعفة ظاهرهم الصدق وباطنهم الكذب، فهم يبطنون نواياهم القذرة والمخالفة للحقيقة والواقع من خلال تملقهم الكلامى المعسول, اننا وإن تمعنا ما يدور حولنا سنجد بسهولة الكثير من الشخصيات صاحبة المائة وجه حيث تنتشر هذه الصفة في الأشخاص ضعيفي الشخصية أو المنتفعين الذين يحبون الإطلاع على أسرار كل طائفة لأن الناس عادة لا يظهرون أمورهم الخاصة ومعايبهم إلا لمن يظهر لهم المحبة والموافقة ويأمنون جانبهم، فهولاء يتسللون لهم بغرض التكسب والمنعة ولفضول التطفل على أخبار الغير فالتلون والتغير بحسب الأهواء والمصالح ضرب من ضروب النفاق الديني والاجتماعي, أو كما يقولون شخصية على كل شكل ولون.

تعتبر الشخصيات التي تخفي ما في قلوبها من حقد تجاه الآخرين أخطر الناس، ومن أصعب الشخصيات التي تواجهنا في حياتنا لأنهم يظهرون لك الوجه الحسن، ويخفون الوجه القبيح الذي يستخدموه للطعن في الآخرين. والمشكلة أن هذا الصنف من الناس لا تكتشفه إلا بعد فوات الأوان, بعد أن تكون قد تجرعت مرارة الغدر والطعن من خلالهم, فذو الوجهين ممثل بارع، يتقمص شخصيات عدة، ويستطيع إقناع الآخرين بأساليبه المراوغة، وأكاذيبه المزيفة, يتلون على حسب المصلحة التي يريدها، ويسعى بين الناس بالنميمة، ويقنعك بأنه معك وهو ضدك إذا كان ذلك من مصلحته.

إننا بحاجة إلى محاربة أصحاب الوجوه المتناقضة, والأقنعة المزيفة التي لابد أن تتساقط لتنكشف للجميع، وعدم تمرير ما يسعون إليه من تفريق الأُسر والمجتمعات واذا اردت معرفة تلك الشخصيات فقارن بين أقواله وافعاله ستعرفه من المؤكد, فهؤلاء ليس لديهم مبادئ أو قيم، فإن كلماتهم تختلف اعتمادًا على الموقف الذي يعيشون فيه والغرض الذي يحاولون تحقيقه. فلا قوله تعالى “وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ”. حفظنا الله واياكم من هؤلاء, وحفظ الله المملكة وشعبها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى