كتاب واصل

التعليم العام”5″ أسبوع الغياب !

محمد أحمد آل مخزوم

رصدت وزارة التعليم تنامي غياب الطلاب قبل الاختبارات الفصلية والنهائية في المرحلتين المتوسطة والثانوية، وتساءلت عن سبب هذا التنامي ؟ وما هي النتائج السلبية الخطيرة التي يسببها هذا الغياب على المستوى السلوكي ؟ وهل من حلول لهذه الظاهرة ؟.

يبدو أن وزارة التعليم بدأت تدرك أن ظاهرة غياب الطلاب يمكن أن ينشأ عنها مشكلات لا حصر لها، بدءاً من الانحرافات السلوكية والأخلاقية، وصولاً لتعاطي المخدرات والمسكرات وارتكاب الجرائم المختلفة.

وزارة التعليم تُصدِر كل عام التوجيهات للمدارس باستغلال فترة ما قبل الاختبارات لمراجعة الدروس بما يعود على الطلاب بالفائدة المرجوة، لكن أن تبادر لعقد ورش عمل لبحث هذه الظاهرة وإيجاد الحلول، فهذا يعني أنها قد وصلت إلى قناعة تامة بأن هناك خلل فادح ينبغي ترميمه، من أجل ذلك كانت تلك الورشة التي تبحث أبعاد المشكلة وكيف يمكن معالجتها.

في اعتقادي أن لهذه الظاهرة أسباب عدة منها، عدم التزام المعلمين بالخطة الدراسية والانتهاء من الدروس قبل بداية الاختبارات بفترة أسبوعين، وثانيها الإهمال وعدم تفعيل درجات المواظبة بالشكل الصحيح من إدارات المدارس، إضافةً إلى الدور السلبي لأولياء الأمور بالمساهمة في مساعدة الطلاب على الغياب عند ملاحظتهم انتهاء المعلمين من تدريس المقررات، وأخيراً عدم وجود برامج مدرسية تشجع الطلاب على استغلال الفرصة وتكون عامل جذب لهم بالحضور المستمر للمدرسة.

يقال إذا عرف السبب بطل العجب، مدارسنا مع الأسف الشديد باتت بيئة طاردة لمعظم الطلاب،  ويتضح ذلك جلياً لحظة قرع جرس الانصراف من المدرسة، إذ يلاحظ سرعة الانصراف والمبادرة للخروج سريعاً، وبدلاً من بحث ظاهرة الغياب كان الأولى البحث عن العوامل التي يمكن أن تجعل المدرسة بيئة جاذبة للطلاب ؟ وما هي البرامج التي يمكن تقديمها لهم لحثهم على الحضور؟.

إن تفعيل دور المسرح المدرسي واستغلاله الاستغلال الأمثل كأحد المناشط المدرسية لإبراز القدرات الكامنة لدى الطلاب، وتوفير أجهزة حاسوب مزودة بخدمة الانترنت، واستطلاع آراء الطلاب وأولياء أمورهم حول الطريقة المثلى للحد من الغياب ربما تكون خطوات إجرائية قابلة للتطبيق في الوقت الحاضر حتى يتسنى للوزارة الاستفادة من بيوت الخبرة في الدول المتقدمة مستقبلاً بمشيئة الله تعالى!.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى