كتاب واصل

ثغر الكلمة ….

لكل مكان ثغور ، أي أماكن يمكن الدخول الى ذلك المكان منها ، والأمكنة نوعين ، أمكنة حسية مادية وأمكنة إعتبارية تقديرية .

الكاتب " أحمد المالكي "
الكاتب ” أحمد المالكي “

الأماكن أو الأمكنة الحسية المادية هي مثل البيت او المكتب وأيضاً الوطن بحدوده ، والأمكنة الإعتبارية التقديرية كالقلب والعين ، كأن يقول القائل لصديقاً له أنت مكانك في القلب أو على الرأس أو في العين .

وما يهمنا هنا هو الأمكنة الحسية المادية ولعل أهمها على الإطلاق هو ” الوطن ” ، فالوطن هو بعد الله وحفظه الأمن والأمان والقوة والهيبة والكرامة ، فما أن يفقد المرء وطنه حتى يفقد تلك الأمور كلها ، ولا يقتصر الوطن هنا على الإنسان فالوطن حتى للحيوانات ” أجلكم الله ” فهنالك حيوانات ” أجلكم الله ” لا يمكن أن تعيش وتتكاثر إلا في مكان ” وطن ” معين لها ، وإذا ما حاولنا إخراجها أو إبعادها عنه فانها قد تمرض وتنفق .

فكيف الحال بالإنسان الذي كرمه الباري عز وجل عن جميع المخلوقات ؟؟

وطننا الغالي وطن الخير وطن الكرم وطن الوفاء وطن السلام ” المملكة العربية السعودية ” ، له علينا الحق في أن نحمية ونذود بارواحنا واموالنا وراحاتنا دونه .

تحيةإجلال وتقدير لجنودنا البواسل المرابطين على الثغور في وجيه أعداء الدين والوطن ، مقدمين ارواحهم فداءاً لترابه ، لا تغمض لهم أجفن لننعم نحن بالراحة والسعادة والرخاء والاستقرار .

ولكن هل الثغور التي يحرسونها جنودنا الاشاوس هي فقط التي نخشى تسلل العدو الى وطننا من خلالها والعبث بحياتنا واستقرارنا وأمننا ؟؟

حتماً ليست تلك فقط هي الثغور التي يجب حراستها والحذر منها ، فهنالك ما هي اشد فتكاً منها واكثر خطراً .

فالتقنية الحديثة اصبحت تشكل وبالاً على أمن الأوطان من خلال استخدامها بشكل سيء من قبل صنفين من المستخدمين أحدهما لأغراض سيئة وأهداف خبيثة يسعى لنيلها والصنف الآخر هو من ينطبق عليه المثل القائل ” يهرف بما لا يعرف ” وللأسف هو من يوصل أحيانا ذلك الفكر المغرض الى مبتغاه دون أن يعلم ذلك ممتطياً سذاجته الداجنه في ” القص واللصق ” ونقل الافكار الهدامه متفاخراً في قروبات الواتس آب ومواقع التواصل الاجتماعي غير واعٍ بأبعاد ما ينقل او خطورته .

ولا يجب أن ننسى أو نتناسى ثالثة الأثاثي ، والطامة الكبرى ، مزلزلة الكيان ، ومدمرة الوجدان ، الصحافة الصفراء ، والأقلام المارقة ، مع إحترامي وتقديري لكل صحافة وطنية وقلمٌ حرٌ وفي .

نعم صحافة صفراء تلك التي تسعى جاهدة في التسابق الى السبق بخبر مبنياً على الطعن والتقليل من شأن الخدمات التي تقدمها الدولة رعاها الله من خلال إستهداف مسئول او جهة وصب جام غضبهم ، متناسين أن الجهة تلك تمثل الدولة وأن المسئول يمثل الدولة ، ومتجاهلين أيضاً ما قد يحدثه سبقهم ذلك من دوائر سلبية في محيط المجتمع قد تؤدي الى إغراق سفن الأمن والأمان لا قدر الله ، مجازفين بأمن وطن من أجل حب ذات .

نحن في وقت يجب أن نتكاتف جميعنا وان نبني لا نهدم وإن وجدنا من خان الأمانة فهنالك من يجب التوجه اليه وإيصال الامر له وسيكون حتماً لتلك الخيانة بالمرصاد ، فحكومتنا لم ولن توصد الابواب في وجيهنا وهي الساعية دوماً الى امننا وراحتنا وإستقرارنا ، وعلى راسها قائد وملك الحزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله ورعاه ، الذي أكد لابناء وطنه أن قلبه وبابه وسمعه لهم مرحبا .

يا ايها الكاتب ” إحذر من حرف قد يؤدي بوطنك الى جُرف ” .

نجد أحدهم ينبريء على صهوة الكلمة نحو تعرية من يراه في عينه عدواً وهو إبن وطنه الذي له عليه حق النصيحة ولوطنه عليه حق العمل على عدم شق صفه ووحدته .

نجد ذلك الكاتب يتفنن في إختلاق العبارات الخادشة للحياء أحياناً الهادمة للاخلاق أحياناً أخرى ، غير عابيء بما قد تحدثه حروف كلمته من خلل في صفوف المجتمع وما قد تشعله من هيجان لا يحمد عقباه ضد ربما ذلك المسئول الذي يمثل منشأة والوزارة التي تمثل وطن .

فماذا لو أن المشهد والسيناريو الذي أحدثه مقال ذلك ” المتعنتر ” أن يُجيش النفوس على تلك المنشأة أو ذلك المسئول ونجد في اليوم التالي كتلاً بشرية متجمعة أمام مقر من تم انتقادة وتعريته بشكل لا يليق ، وإن حدث أن كان هنالك إحتكاك بين المدافعين والمعتدين وجميعهم من ابناء الوطن وبينهم مندس له مآرب من أعداء الامن و قام بإحداث شراره قاصداً متعمداً فمن سيطفئها اهو ذلك ” المتعنتر ” بئس الفكر ، الذي كان همه ذاته وصدى المطبيل له . اترى ينفع الندم بعد أن تصل اليه ألسنة اللهب الذي كان هو السبب الرئيس في دعم محدث شرارتها .

والله إن للكلمة ” ثغر ” يجب أن نقف عليه ونحمي وطننا من خلاله بدءاً من كاتب الكلمة الذي يجب أن يكون الحذر بصراً لبصيرته ، مروراً بالمسئول عن فسح الكلمة وإطلاق العنان لها ، وإنتهاءاً بالمتلقي متخصص ” القص واللصق ” .

فلنحذر إخواني ” الثغر ” الاكبر والاهم في سيادة أمن وطننا الغالي واستقراره ، ولنعلم أن الكلمة زلزلت دول ، وأبادت أمم ، وسفكت دماء ، وأزهقت أرواح ، فوالله إن كلاً محاسباً على كلامه ، وحصاد لسانه ، وسموم قلمه .

فقط انظروا إخواني إلى من كانو أعزاء بالامس في أوطانهم كيف اصبحوا اليوم ؟ ولكم أن تسئلوهم لو أن الزمن يعود بهم الى الخلف فما هم عاملون تجاه أمن وطنهم ، هل كانوا ليغامرون به ويسنون رماح الكلام ويستبيحون ثغوره ليأتوا على أمنهم واستقراهم ويبيدون سعادتهم .

لقد اكرمنا الله بالعبر لكي نعتبر فلنحافظ على أمن ثغور وطننا بدءاً من ” ثغر الكلمة ” وانتهاءاً بثغور الحدود مع المتربصين بأمننا واستقرارنا .

سائلين الله عز وجل أن يديم على وطننا الغالي أمنه وأمانه وأن يحفظ لنا حكومتنا الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدا لعزيز – حفظه الله ورعاه .

وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبيا والمرسلين نبينا محمداً وعلى آله وصحبه أجمعين .

بقلم : أ . حميد بن أحمد المالكي

hdath@hotmail.com

مدير العلاقات العامة بصحة منطقة مكة المكرمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى