كتاب واصل

الجامعات السعودية ومكانك سر ؟!

فوزي محمد الاحمدي

عند نهاية كل عام تقوم كل جامعة باصدار تقرير مفصل عن مسيرتها الأكاديمية والتعليمية تتفاخر فيه بعدد الكليات والتخصصات الموجودة او التي تم استحداثها , محاضرين من أفضل الجامعات في العالم , عدد الطلاب … ) ؟!!

يا ترى ما هو الجديد الذي تقدمه الجامعات ؟! بل نجد أن السوق تعاني من تخمة في التخصصات التي تقوم الجامعات بتدريسها نتيجة الأعداد الكبيرة التي تدفع بها سنويا الى سوق العمل عفوا البطالة ! هذا بدوره يفتح المجال لتسليط الأضواء على الدور المتواضع الذي تقوم به الجامعات والذي لا يتعدى الدور الذي كانت تقوم به الجامعات في القرون الوسطى ! هل رأيتم أي جامعة محلية قامت بخدمة المجتمع عن طريق الاسهام في ربط البحث العلمي باحتياجات قطاع الانتاج والخدمات ؟!

مجرد تقديم دورات تدريبية او توعوية لا تغني أو تسمن من جوع ويمكن أن يقوم بها أي معهد أو حتى فرد . أما تخريج بضعة الاف من الطلاب كل عام او استحداث بعض التخصصات فهذه يمكن أن تقوم بها أي جامعة وفي كل دول العالم والتي يحتل البعض منها ذيل القائمة عالميا في مؤشر التعليم (لا جديد) ؟! من تورط مئات الأكاديميين السعوديين في شراء ابحاثهم (عكاظ) , وعقد مبرم بين وزارة التعليم العالي وأحد الباحثين بقيمة (40) مليون ريال مقابل تقديم خدمات استشارية للوزارة ونزاهة تحقق !

واستحداث تخصصات سوف يلفظها سوق العمل بعد سنوات قليلة ؟! بعد تحرير فرنسا من الاحتلال النازي في الحرب العالمية الثانية سأل الزعيم الفرنسي ديغول هل الجامعات الفرنسية نجت من التدمير ؟ فقيل له نعم . فقال : الحمد لله الآن فرنسا يمكنها أن تبدأ نهضتها من جديد ! هذا هو الدور المنوط بالجامعات أصلا “عمل الأبحاث وايضا المبتكرات التي تساهم في خدمة المجتمع تقنيا وصناعيا وزراعيا واقتصاديا ” (النهضة) .

هل سمعتم عن أي جامعة تبنت ابتكار أو اختراع ووجد طريقه الى السوق (الميدان) ؟! أبدا تجده يظل حبيس الأدراج ؟! قبل فترة فازت بعض الجامعات السعودية ضمن قائمة افضل (500) جامعة على مستوي العالم ! الحقيقة أن هذا تم بطرق بأساليب ليس لها علاقة بواقع الجامعات .

على فكرة أين السيارة غزال التي تم الاعلان عنها قبل سنوات من قبل احدى الجامعات ؟! واقع الجامعات أشبه بالمدارس مجرد تخريج عشرات الألوف من الطلاب سنويا وعقد مؤتمرات وندوات وملتقيات والتفاخر في ذلك (تلميع) ؟! عشرات المليارات تخصص للجامعات سنويا وغالبا ما تذهب كمصاريف ادارية او نثريات ومؤتمرات وندوات واحتفالات ! ما الذي نستفيده من مؤتمرات او ندوات نستقدم خلالها كبار الباحثين والمفكرين والمختصين كي يلقي كل واحد منهم كلمة لا تتجاوز ربع ساعة أو أكثر أو أقل من ذلك بقليل ، ويكون تقديم المحاضر للمادة العلمية كوميض البرق !!

أعتقد انه يجب ان يتم اعادة النظر في الدور الذي تقوم به الجامعات السعودية (ثورة) تمثل نقلة نوعية في مسيرتها بل أن استمرار مديرو الجامعات يجب أن يكون مرهونا بما يتم تحقيقه من انجازات في المجتمع تساهم في احداث قفزة حضارية تدفع بالمجتمع نحو الرقي والتقدم , ومدير الجامعة الذي يفشل في تحقيق أي انجاز سنويا يجب أن يتم طرده . العالم من حولنا يتقدم بسرعة هائلة بفضل(الجامعات) ونحن ما زلنا نتلمس طريقنا الى متى ؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى