كتاب واصل

القفز فوق المهارات لتطوير التعليم .. المدخل الخطأ

“المهارات الجامعية نموذجا”

    أد۔ أحمد بن محمد الحسين أستاذ المناهج وتطوير التعليم

تطوير برامج التعليم الجامعي بالدول العربية في ضوء مهارات ومهن المستقبل، موضوع ملح يتجدد كلما تسارع العلم، وتوسعت آفاقه، وتحرك سوق العمل إلى اتجاهات جديدة، تؤثر وتضغط على الأنظمة التعليمية، وتجعلها في مأزق إن لم تتطور.

ما دور سوق العمل كداعم وصانع للتخصصات الجامعية، ومحرك لمهن المستقبل؟

ولماذا نحتاج إلى مجموعة من المهارات الجديدة لأجل القرنالحادي والعشرين؟

أورد كي 2010 Kay نقطتين جوهريتين تملكان الإجابة عن هذا التساؤل.. الأولى هي أن العالم يتغير بشكل مستمر وسيواصل هذا التغير بشكل أكبر خلال القرن الحادي والعشرين.

والثانية هي إن المدارس ليست مواكبة لهذا التغير. وهاتا النقطتان تعدان كافيتان لجعل المسؤولين والتربويين يعيدون التفكير فيما يجب أن يتعلمه الطلاب اليوم، وكيف يتعلمون حتى يتم إعدادهم لمتطلبات اليوم والمستقبل.

بعد تجربة طويلة تمتد لثلاثة فصول في تدريس مقرر المهارات الجامعية، تأتي الأسئلة التالية:

هل هذه المهارات هي ما يحتاجها الطلاب؟
هل تتسق مع سوق العمل في القرن ومهن المستقبل21؟
هل تقدم قيمة مضافة للطالب؟

قررت عمل استطلاع سريع ما أهم المهارات التي يحتاجها طالب التعليم الجامعي، مهارات تساعده على النجاح والتفوق، وتساعده على السير قدما بدون مشاكل في المقررات الجامعية۔ بدأ الاستطلاع بتحديد المقصود من مهارات القرن 21 كما ذكر عبد العال وأحمد 2019: المعارف والمهارات والاتجاهات الضرورية للأفراد كي يكونوا منافسين في القرن 21 في سوق العمل والمشاركة بفاعلية في مجتمع متنوع. وتركز الاستطلاع على سؤال مفتوح: ما أهم المهارات التي نحتاجها في تعليمنا للقرن 21، كانت النتيجة على الترتيب: 1/القراءة 2/البحث 3/الكتابة 4/الإلقاء والتواصل 5/توظيف التقنية في عمليات التعلم 6/العمل في الفريق 7/إدارة الوقت 8/ ريادة الأعمال۔كانت النتيجة مثيرة، المهارات مختلفة تماما عما يوجد في المفرداتالأكاديمية، إذا هناك تنافر في الاتساق، وقفز على المهارات، وسوق العمل هو الفيصل في تركيز واختيار المهارات ناعمة أو صلبة، القفز على المهارات كان هو الملخص الذي توصلت إليه۔

القفز على المهارات هو المدخل الخطأ، فقد انفقت نظرياتونماذج التعليم جل جهدها وأهم امكانياتها لتجويد وتطوير التعليم، والنهوض به بشكل سلس، يتماشى مع الظروف والأحوال، وليس بالقفز فوق المهارات حتى يجاري السوق ويوجد الفجوة في مخرجات النظم التعليمية، هل حققت الأهداف، هل مكنت الطلاب عبر مناهجها ومداخلها من المهارات۔

كل ما تقدم يعود بنا إلى أهمية المهارات في حياتنا، وأن المهارات سوا كانت في التعليم العام أو الجامعية أو في حياتنا اليومية، هي مفتاح للنجاح۔ وهذه الأهمية ترتبط بنظرتنا إلى المستقبل، فالعلاقة بين المهارات والمستقبل علاقة طردية تكاملية، فجودة الحياة في المستقبل تقوم على مجموعة من الركائز، منها المهارات.

صانع المهن أو المهنة “السوق” هو من يحاول القفز على المهارات ويضغط على الأقسام والكليات الجامعية للتطوير المتسارع، وهي التي تحاول تمهير طلابها وتسليحهم بالخبرات الميدانية، بعد التحصيل النظري الأكاديمي، إن ترك الطلاب بدون مهارات، كرميهم في الصحراء بدون ماء ۔ إن وجود مصفوفة وطنية مرنة للمهارات خيار داعم للخريجين من الجامعات، وهذه المصفوفة تحتاج إلى دراسة للواقع، وفهم للسياسات المبنية على البحوث۔

كانت اليونسكو ولازالت وما يلحق بها من مكاتب وفروع، والمقاييس والتصنيفات الدولية لجودة التعليم، تؤكد على أهمية المهارات، وهو انعكاس لقوة بناء طالب التعليم العام، قوة تتركز فيمهاراته الشخصية والحياتية، وضعفها علامة مؤثرة في المهارات الجامعية۔

لعلي أشخص مشكلتنا في الوقت الحاضر في ..القفز فوق المهارات.. نعم القفز فوق المهارات وتخطي بعضها مما يولد الفجوة التي تواجهها الجامعات وأعضاء هيئة التدريس في القاعات، ولاحقا سوق العمل “صنع الفجوة المهارية للسوق”.

إن معالجة مشكلات الحاضر، ومواجهة تحديات المستقبل هو مفتاح الحل والتطوير. قدم الإطار الوطني للمؤهلات السعودي عدد كبيرا من المهارات في جميع المستويات، لدعم سوق العمل ومهن المستقبل، وهو في هذا التقديم يحاول ضمان الاتساق بين المؤهلات والمخرجات كما جاء في الهدف الثاني. وهو ما يطالب به أهل الاختصاص مثل مارزانو وهيفلبور في التأكيد على مهارات التفكير الناقد وحل المشكلات، والتفكير الإبداعي، والتعاون، والتواصل، حتى ينجح الطلاب في هذا القرن، ونجاح الطلاب مؤكد هنا بالمهنةالمستقبلية. اختم بما توصلت إليه:

1. من الضروري بناء مصفوفة المهارات المطلوبة، ويراعى التدرج والتوسع.
2. من الضروري ربط قائمة المهن المستقبلية بالمصفوفة.
3. من الضروري وجود نواتج تعلم المقررات في المصفوفة.
4. من الضروري تحديد مواصفات الخريج.
5. من الضروري فهم المعلمين لهذا الجهد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى