كتاب واصل

مجتمع الجدارة

الكاتب/ عبد الناصر بن علي الكرت

الحرص على تحقيق الإنجاز مطلب فردي واجتماعي ووطني بكل تأكيد. ولا شك أن الفرد هو الأساس في ذلك باعتباره العامل المحرك في المجتمع ولا شك أن الإنجازات الصغيرة المتوالية تتنامي وتكبر عادة لتتحول في النهاية إلى منجزات وطنية كبيرة .. إذ أصبحت واحدة من سمات وخصائص المجتمع. ذلك لأن الإنجاز يعتمد في الأصل على الدعم والمثابرة من قبل الأفراد والحرص على أداء الواجبات وإكمال المهمات والوصول إلى الأهداف والغايات بنجاح. لأن من طبيعة الأفراد المنتجين العمل الجاد للتغلب على التحديات وإزالة العوائق وإذلال للمشكلات ومقاومة الإغراءات والسعي الدائم للتميز، والانتقال إلى مستوى أعلى وحياة أفضل، والوصول إلى مرتبة مرتبة متقدمة من الرقي والتطور. والمنتجون من عاداتهم احترام الوقت والالتزام بالنظام وإنجاز العمل في الزمن المحدد مع وفرة الإنتاج. وهي مكتسبات تصقلها التنشئة السليمة -المنزلية والمدرسية والاجتماعية- وهي تقوم أساساً على الحوار والتفاهم وتستند إلى الاحترام والتقدير وتعتمد على التحفيز والتشجيع، كما تهتم بالمعرفة وبناء الذات الأمر الذي يساعد على تنمية الثقة بالنفس والشعور بالرضا و تمكين الأفراد من اتخاذ قراراتهم بأنفسهم وتدفعهم لمزيد من الإنتاجية والتغلب على الضغوطات العملية والحياتية. وإذا سادت تلك التنشئه الصحيحة تولدت لدى الأفراد الطاقة والنشاط وجعلت منهم أفراداً منتجين يتجهون دوماً نحو الأهداف المطلوب بلوغها. وهنا يتشكل المجتمع المنجز المنتج الذي يتمتع أفراده بدافعية عالية من أجل النجاح بل التفوق والمنافسة والاهتمام المستمر مما يحقق الانتقال من حالة الجمود والتقوقع وغياب المشاركة في الحضارة العالمية إلى حالة الإنتاج والإبداع وبما يؤدي إلى زيادة النمو الاقتصادي في كافة القطاعات. ولعل أهم أسس وركائز التطور الحقيقي تعميق حب الوطن في النفوس لزيادة الولاء والانتماء وزرع معاني الإخلاص و التفاني وترسيخ قيم المسؤولية الوطنية ومن المهم جداً استثمار الطاقات البشرية من أصحاب الكفاءة ومنحهم الامتيازات والمكانة التي يستحقونها واحترام العقول وتشجيع أصحاب القدرات وتقدير الإنجازات وتطوير المهارات والحرص على الاختيار الصحيح بوضع الشخص المناسب في المكان المناسب والتركيز على التدريب المستمر ليتشكل مجتمع الجدارة. وأحسب أننا نمضي في ذات الاتجاه مع “رؤية المملكة” عندما نشاهد تضاعف براءات الاختراع عاماً تلو عام مما يعطي مؤشراً بأن المستقبل أمامنا وسنكون في ركب الدول المتقدمة قريباً بحول الله.

alnasser1956@hotmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى