كتاب واصل

” هونا أيها المرابط فكلنا معك “

قرأت مقالة لجندي مرابط بعنوان ( عتاب من الحد الجنوبي ) والتي نشرت قبل أيام في صحيفة واصل الالكترونية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، معاتبا فيها المواطنين بعدم الالتفات للجنود الذين يذودون الشرور في الحدود عن الوطن، متجاهلين “كما يقول,  بما يقومون به من تضحيات، مدعيا انشغال المواطنين في رحلاتهم

الكاتب : " هادي الحكمي "
الكاتب :
” هادي الحكمي “

وتنزهاتهم مع أهلهم وخلانهم، طالبا منهم الإحساس بما يمر به جندي الحد من ويلات الحروب وحر فرقة الأحباب، متجاهلا بذلك شيئا هاما وهو:

” أن لكل شخص مهمة وكل بها وعليه تنفيذها بحذافيرها, كالمعلم والطبيب والمهندس والجندي والعالم والمذيع والصحفي, وهم جميعا يحملون للوطن ولولاة أمره كما هائلا من العشق والولاء.

وإننا لنعلم عن حقيقة ما يتعرض له رجال أمننا البواسل من هجر للأهل والأحبة، قد تدوم لأيام، وكما نعلم بتضحياتهم دفاعا عن المقدرات والمقدسات وعن أمن المواطن، ونعلم أيصا أنهم حصن الوطن المنيع الأول بعد مشيئة الله وقدرته ولكن هذا كله لا يجعل لأحد الحق في إنقاص انتماء الآخرين لوطنهم أو التشكيك فيه. 

فعندما نصنف المواطنين أو نقسمهم من حيث الانتماء لوطنهم أو من عدمه أو من حيث مشاعرهم تجاه ولاة أمرهم لأي سبب كان: نكون قد وقعنا في خطأ يضر ولا ينفع، يهدم ولا يبني، يضعف ولا يقوي، يفرق الشمل ولا يوحد، فلو سمح بالنفير دفاعا عن الدين ثم مملكتنا وشعبه ومقدساته  لوجدت جميع من على ثرى السعودية بمختلف أعراقهم وتنوع مهامهم الوظيفية، يدافعون ببسالة وشجاعة وتضحية عن الدين ثم الوطن.

لكن الله شرف جنودنا بهذا العمل، فكم يتمنى المرء أن يكون بينهم مدافعا ومحاربا، صادا للأفكار والهجمات العدائية محافظا على أمن بلده وشعبه، وكم يتمنى أن يموت شهيدا وأن تمزج دماء جسده بثرى وطنه، لكن الله قدر لهم بوظائف أخرى يساهمون من خلالها، ببناء المستقبل ورجالاته، وإنشاء المقدرات والحفاظ على المقدسات.

ولقد حز في نفسي جزءا من مقالته، عندما تطرق في حديثه عن الظروف المادية التي يمر بها رجل الأمن في وسائل الإعلام فهذا حسب منظوري الشخصي يظهر رجال الأمن أمام الغير بصورة سيئة هم بغنى عنه، فرجال الأمن ولله الحمد يجدون كل العناية والاهتمام من قبل حكومتنا الرشيدة وولاة أمرها. 

ختاما:

أخي المرابط في الحد الجنوبي؛ إن جميع المواطنين يدافعون عن  البيت السعودي كلا حسب مهنته ووظيفته، فوالله الوطن عشق لا ينتهي، وقد أثبت أبناء الوطن جميعا على مر التاريخ أنهم السبب الأهم في ردع هجمات الأعداء وإفشال مخططاتهم التخريبية، وهذا ما أكده ملكنا الحبيب سلمان الحزم والعزم في خطابه السنوي الأخير، ولتعلم أيها البطل أن الجميع معك صغيرا وكبيرا قلبا وروحا وجسدا، حفظك الله ومن معك من رجال أمننا الأشاوس وأعادكم الله إلى أهاليكم بالنصر والغنيمة عاجلا غير آجل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى