كتاب واصل

( مطلوب رجال للتحرش )

الكاتب/ نايف الخمري

نحن نعلم عادة أن الرجال يتحرشون بالنساء فهل حدث تبادل للأدوار وانقلبت الآية وأصبح هناك نساء هن ممن يتحرشن بالرجال، المذيعة لبنى عبد العزيز كانت ضيفة على مشاهدي إحدى القنوات الفضائية الخليجية في لقاء تلفزيوني عندما فقدت بوصلة الحديث لتقدم نفسها بصورة رخيصة غير محترمة متاجرة بكرامتها وشرفها وحشمتها وتحدثت جهراً بسفور واضح عن نفسها الأمارة بالسوء في موضوع عادة يتحدث الناس عنه بالهمس ولا يستطيع أحد أن يجرؤ على الاقتراب منه سواء كان رجلاً أم امرأة وأثارت الجدل في دعوة صريحة لتحرش الرجال بالنساء عندما قالت:

(نحن البنات نحب نحس بأنوثتنا، وأحب وأنا ماشيه أحد يغازلني لكن ولا عمره أحد غازلني).

بهذه العبارة الهابطة تجاوزت الخطوط في صورة من صور انحطاط أفكار بعض المذيعات وأقحمت جميع البنات وشملتهم بشحذ الاهتمام بطريقة رخيصة ونوع من الابتذال وهذه المعاكسة اللفظية تأتي بمعنى التحرش؟ شخصية هذه المذيعة التي كنا نحترمها حتى إلى ما قبل تلك الحلقة كونها انسانة مؤثرة لكنها لا تعرف كيف تكبح جماح كلماتها وفتحت النار على نفسها ونحن نتساءل عن هدفها من وراء خروجها بهذا الكلام حتى ولو كان من باب المزاح ـ الثقيل ـ الذي في النهاية يفضي إلى إيحاءات وإيماءات وإشارات يعرفها الجميع فهل هي بهذا الحديث كانت تميل للإثارة بهدف المزيد من الشهرة ولفت الانتباه أم هي تشعر بالفخر أم بالغرور أوهي الثقة بالنفس لكي ترغب في إيقاع الرجال في شراكها أو هو شكل من أشكال القوة والتحدي للنفس أنها لا تقابل المغازلة بالرفض في كل الحالات ، فهذه سلوكيات منحرفة جاءت نتيجة احتياج عاطفي أو جسدي أو لديها حالة مرضية نفسية أو أنها تعاني من مشكلة ما تريد أن تثبت بها لنفسها على قدرتها في لفت الانتباه للرجل وإغوائه فلم تكن المغازلة في يوماً من الأيام هي مقياس لأنوثة المرأة .. وجمال المرأة هو حياءها وسلاحها والحياء لا يأتي إلا بخير فالناس تنظر للمرأة لحيائها قبل جمالها فالحياء هو مكانة مميزة لكل امرأة.

وعادة المرأة تسعى لأن تشعر بأنوثتها ولكن ليس بهذه الطريقة المبتذلة وهذه ليست شجاعة تُحسد عليها لكنها خدش المروءة والحياء وهي في ذات الوقت لا تعرف كيفية التعبير عن تلك الأمور بلغة راقية فيها كثير من الكنايات والاستعارات، لقد تحدثت بطريقة فجة ومباشرة عن دعوة لتحرش الرجال بالنساء. كما أنها أقحمت جميع البنات في هذا الأمر وهذا غير صحيح وهذا أسلوب مرفوض وخلط للأوراق وتجرد من العفة والحشمة والحياء والانزلاق إلى سفاسف الأمور وهي بذلك تسعى لنشر بعض السلوكيات السيئة وقد قال الرسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا لم تستح فأصنع ما شئت) فالمرأة تتزين بالعفة والحياء والمجتمع يرفض تماما أن تتحرش المرأة بالرجل بالرغم أن تحرش المرأة بالرجل ليس جديداً ولاسراً وليس ظاهرة غريبة ولكنه ظاهرة حديثة بالنسبة للعديد من مجتمعاتنا العربية حتى ولو لم يتم الاعتراف به فعلياً، بل هو موجود منذ قدم الزمن وعبر التاريخ كقصة سيدنا يوسف عليه السلام الذي سعت زوجة العزيز جاهدة لمراودته عن نفسه ولكنها اتهمته زوراً وبهتاناً ودخل السجن بسببها وهو بريء؟ ولكن التحرش بدأ يزداد مؤخراً بسبب ثقافة الانفتاح التي تم التماهي معها، وأنوثة المرأة ليست بمغازلتها وإنما تكمن أنوثة المرأة في ثقتها بنفسها وحياءها وحشمتها التي تزينها وأخلاقها وعفتها التي فطرها الله عليها لكي تصبح أنوثة محببة لدى الرجل ..
تلويح :
يعيش المرء ما اِستحيا بخير .
وَيَبقى العود ما بَقِي اللِحاء .
فَلا وَاللَهِ ما في العَيشِ خَير .
وَلا الدنيا إِذا ذَهَب الحَياء .
إِذا لَم تَخشَ عاقِبَةَ اللَيالي .
وَلَم تَستَحيِ فَاِفعَل ما تَشاءُ.
( أبو تمام ).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى