كتاب واصل

عندما يلجأ إليك أحدهم

بقلم/ندى فنري 
أديبة / صحفية

عندما يلجأ إليك شخص تعرفه ، فاعلم أنه رأى فيك زاوية آمنة يريد أن يركن إليها من تعب الحياة ، فلا تقوم بدور الناصح و المصلح الاجتماعي و إلا فأنت تزيد ألمه …

ليس كل شيء تعتقد أنه صحيح، يجب أن تقوله ، فلو قلته في الوقت الخطأ تكون قد صببت الزيت على النار ..

إنه يحتاج إلى الاحتواء، أكثر من حاجته للنصيحة، و اللوم و العتاب… 

أحسن احتواءه ،وأكرم قلبه،اطمئنانا 

فهو عندما يتحدث إليك عما بداخله، سوف يتخلص من الثقل الذي فيه ،ضع نفسك مكانه ما الذي تفعله حين تشعر بأن الحياة تضيق عليك ؟ و لا حلول برأسك ؟ ولا يمكنك فعل ما تريد و ليس لديك أحد تتحدث معه ؟

حين يختارك أحدهم دون سواك ليحدثك عما في داخله ، فأنصت جيدا لما يقوله لأن التفاصيل عندما تتعلق بالمشاعر خصوصاً مشاعر الألم تكون كالنهايات العصبية ، دقيقة جداً و عليك التعامل معها بحذر شديد لأنه جاءك و هو يرى أن مشكلته هي أعظم مشكلة …

حاول أن تستوعبه بعقلك و هذا سيمنحه راحة في حديثه معك ، 

أحيانا يكون الحل بسيط ، لكن وضع المشتكي العاطفي ضغى على تفكيره ، فحصل عنده نوع من التشويش عليك أن تزيله …

أحيانا تجده يعرف ما هو الحل الأنسب لمشكلته لكنه لجأ إليك ليستمد منك قوة دافعة للتنفيذ .

و أهم شيء عندما تسمع مشكلة أي أحد عليك أن تنساها، و لا تتابعها معه إلا إذا أراد هو إخبارك بنفسه ..

بعض الأشخاص بعد أن يتكلموا يشعروا بالضعف و ربما ندموا لأنهم فتحوا قلوبهم ليس لسوء فيك إنما شعور عندهم لا يحبوه لأنفسهم فقد يشعروا أنهم أصبحوا مكشوفين أمامك ، أنهم أطلعوك على أمر مهم ربما ما كان ينبغي أن يُطلعوك عليه فيندموا لإقدامهم على ذلك ،

في الحقيقة لا أحد خال و لا مشاكلنا تعيبنا واقع الحياة يقول : 

ما من أحد حياته تخلو من مشاكل ، 

و الذي يحاول البحث عن حل لمشكلته هو غالباً شخص متصالح مع نفسه لأنه يسعى للبحث عن حلول ،و هو فعليا يصنف شخص إيجابي و أكثر شجاعة من غيره لأنه قرر التصريح بمشكلته للوصول إلى حل ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى