كتاب واصل

كورونا يمزق اتحاد القارة العجوز

كتبه : مساعد القشانين

كما يبدو أن مصيبة الكورونا ألهبت الجراح التي لم تلتئم بعد في معظم مناطق العالم. ومن أهمها دول الاتحاد الأوربي، الذي قام على أنقاض الاتحاد السوفيتي، وأنقاض الدول التي مزقتها الحروب في أوروبا. وسميت بالقارة العجوز لارتفاع نسبة كبار السن من سكانها، حيث يعد معدل متوسط الأعمار في القارة سبعين سنة. وتشكل هذه النسبة المرتفعة تحدي كبير جداً خاصة في مجال توفير العناية الطبية في هذه الظروف الراهنة التي تشهدها القارة و العالم. 

فبعد سقوط إيطاليا في بؤرة فيروس كورونا المستجد، استنجدت بجاراتها من دول الاتحاد الأوروبي ولم تستطع أن تقدم لها هذه الدول أدنى مساعدة. وكذلك صربيا، التي وكما قال رئيسها عندما تقدم بطلب الدعم من دولة الصين لمساعدتها في هذه الأزمة بكل صراحة: أثبتت الأيام أن سبل التعاون في الاتحاد الأوربي هي مجرد حبر على ورق.
ومن وجهة نظري، فإننا نشهد الآن آخر أيام الاتحاد الأوربي الذي لا أعتقد أن يستمر عمره عدة أعوام قادمة، وقد تكون أزمة كورونا هي بداية النهاية له، خاصة بعد خروج بريطانيا العظمى منه في مطلع العام الجاري. و بكل تاكيد سوف تعود الحدود بين الدول الأوربية لتصبح قصص التنقل بين دول أوروبا بدون جمارك أو نقاط تفتيش شيء من الماضي الذي سيصعب على البعض تصديقه في المستقبل. كما أتوقع أن دول أوروبا سقطت من حضن الولايات المتحدة إلى أحضان الصين الدافئة التي تقدم كل الدعم و المساعدات لدول أوروبا بدون شروط أو قيود، لتغير أزمة كورونا الخريطة السياسة القادمة. فبعد أن كان الجميع يعتقد أن أزمة كورونا دمرت الصين، إلا أنها في الحقيقة زادتها قوة وكأنها تقول: (الرصاصة التي لا تقتلك تجعلك أكثر قوة). وهذا ما يجعلنا نشاهد من على الأطلال الأزمة السياسية القادمة التي وربما ستكون أصعب من الأزمة الاقتصادية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى