كتاب واصل

الصحــة من الإيـمان ؟!

كتبه : هيثم عبدالحميد

لا يقوي إرادة الإنسان مثل الإعتقاد السليم والثقة بالله تعالى واليقين فيما عنده سبحانه والرضا بقضائه وقدره وقديما قال ابن سينا الذي يوصف بأبي الطب : ” الوهم نصف الداء والاطمئنان نصف الدواء والصبر بداية الشفاء “وقد هالني مع توالي الأخبار لتغطية تطورات جائحة فيروس كورونا رغبة البعض المرضية في الظهور ولو بالمزايدة على وقع الأحداث رغم قسوتها؟! وانقسم هؤلاء الذين اهتبلوا الفرصة إلى فريقين : الأول يحاول نشر الطمأنينة الكاذبة بالتهوين من الحقائق أو الاستخفاف بعقول الناس ؟! والصنف الآخر ينشر القنوط والترويع ويحبط معنويات الناس ؟! وكلاهما وظف الدين وأساء للإسلام وحاول تغييب وعي الناس وتخديرهم بنشر الأحلام والرؤى التي تبشر بقرب نهاية الازمة ؟! 

كنت أتمنى على من يتصدون لمخاطبة الجماهير من المختصين و النخب والكتاب و مشاهير السوشيال ميديا أن يتعلموا من كلمة الملك ـ حفظه الله ـ و أن يتمثلوا هذا الشعور العميق بالمسؤولية من جهة والحفاظ على رفع معنويات الناس وتقوية روح التفاؤل من جهة أخرى .

كانت كلمة خادم الحرمين الشريفين للشعب السعودي في وقتها وبثت الطمأنينة بين المواطنين والمقيمين وجمع ـ حفظه الله ـ في رسالته بين المصارحة من قائد وزعيم يدرك جسامة المسؤولية وبين الأب والإنسان الذي يحرص على بث روح الأمل وتقوية العزائم و أواصر الإيمان بالله تعالى و أقتبس هنا ” سنواجه المصاعب بإيماننا بالله وتوكلنا عليه، وعملنا بالأسباب، وبذلنا الغالي والنفيس للمحافظة على صحة الإنسان وسلامته، وتوفير كل أسباب العيش الكريم له، مستندين على صلابتكم وقوة عزيمتكم، وعلو إحساسكم بالمسؤولية الجماعية، أدام الله علينا توفيقه وسددنا لكل خير ”

لذا أناشد و أرجو أن يُضم إلى اللجنة الوزارية المسؤولة عن مراقبة انتشار فيروس كورونا وتشمل في عضويتها البروفسور عبد الله بن سلطان السبيعي والفريق الرائد الذي عمل معه وأنجزوا أول مسح وطني للأمراض النفسية وضغوط الحياة المسببة لها في المملكة بمشاركة منظمة الصحة العالمية و جامعات هارفارد وميتشجان الأمريكية وترونتو الكندية و بدعم من مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة و شركة سابك ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية و مستشفى الملك فيصل التخصصي و جامعة الملك سعود كما شاركت هيئة الإحصاءات العامة و تعتبر المملكة العربية السعودية واحدة من ثلاثين دولة على مستوى العالم التي قامت بهذا المسح و قد شمل جميع مناطق المملكة الإدارية تقريباً .

أستغرب أنه حتى الآن لم توضع استراتيجية شاملة لكيفية التعامل و مخاطبة الشعب السعودي وتعزيز صحته النفسية سواء في هذه الجائحة أو فيما بعد مبنية على معرفة عميقة وتشخيص علمي ونفسي لنقاط القوة والضعف وقد تميز هذا المسح باستخدام أدوات بحثية وتقنيات في غاية الدقة لضمان صحة النتائج التي تم الوصول إليها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى