كتاب واصل

الباحة والتنمية السياحية!

بقلم :محمد أحمد آل مخزوم

يدور الحديث في الوقت الحاضر بالباحة عن قرب انتهاء الخطة الاستراتيجية والتي سوف تدعم المنطقة اقتصادياً وسياحياً وتنموياً بجهود مباركة من سمو أمير منطقة الباحة الذي أخذ على عاتقه النهوض بمنطقة الباحة في كافة المجالات.

لا يمكن إغفال قطاع السياحة الذي يشكل العنصر الأهم للدخل القومي في الدول غير النفطية، وبلادنا حماها الله تتجه لتنويع مصادر الدخل من خلال تشجيع الاستثمار في هذا القطاع سيما وقد أنشأت وزارة للسياحة مؤخراً سوف تؤسس لمرحلة جديدة من خلال الاستثمار في هذا القطاع المهم.

منطقة الباحة حباها الله بخصائص فريدة قلَّما تجدها في مناطق المملكة الأخرى، فالجبل والسهل والتل والوادي والماء والخضرة والهواء العليل والتنوع الأحيائي للحيوانات البرية المستوطنة في هذه التضاريس المختلفة، ناهيك عن الطباع والسجايا الحميدة لأهلها في الكرم والشهامة والتواضع والاحتفاء بالوافدين إليها للاصطياف كل عام.

إن التفكير في مشروع إنشاء “محمية الباحة للتنوع الأحيائي” سوف يجعل للباحة قصب السبق في التأسيس لهذا المشروع الذي سوف يكون نواة لمشاريع أخرى لدعم السياحة في كافة مناطق المملكة.

وعلى غرار محمية العرين بالبحرين يمكن اقتفاء الأثر ونقل الخبرات، فالباحة لديها الغابات العديدة التي يمكن في إحداها إنشاء مثل تلك المحمية. غابة القمع بقطاع بالشهم يمكن أن تكون المكان الأنسب نظراً لاتساع مساحتها وانبساطها وبعدها عن السكان والمساكن بشكل نسبي، ناهيك عن وجود التنوع التضاريسي الهائل من جميع الجهات.

فكرة المحمية تتمثل في تحديد مساحة بطول وعرض مناسبين واحاطتها بسياج بارتفاع ثلاثة أمتار على أقل تقدير، وفتح طرق اسفلتية للربط بين أجزاءها للتنقل بعربات مستأجرة داخل المحمية، والمحافظة على ما تبقى من أشجار برية واستزراع أشجار العرعر والزيتون البري والأثل والسدر والتين الشوكي، إضافة لزراعة الأشجار المستوردة التي يمكن أن تضيف غطاء أخضر للمحمية، أما الحيوانات فيمكن التركيز حالياً على الحيوانات البرية المستوطنة لهذه المناطق كالقرود والنمور والذئاب والثعالب والوشق والوبر والكلاب والحمير والقطط والطيور، يضاف لاحقاً حيوانات أخرى مستوردة بعد اكتمال عقد الخدمات بالمحمية.

أما الخدمات الأخرى فتشمل مكتب إرشاد سياحي وعربات نقل وبوفيهات ومطاعم وموظفين مختصين للعناية بالنباتات والحيوانات بالمحمية، وكما سوف تدعم هذه المحمية المنطقة اقتصادياً، فإنها ستوفر فرصاً وظيفية للعديد من الشباب السعودي في القطاع السياحي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى