كتاب واصل

من يدفع فاتورة صفقة القرن ؟

كتبه : مساعد القشانين

قضية فلسطين، هذه القضية التي لطالما تعودنا على سماعها منذ الصغر، ولا يوجد مواطن عربي اليوم إلا وكانت”قضية فلسطين” هي القضية الأولى التي سمعها في حياته. المضحك المبكي أن هذه القضية لم تتغير ولم تحل حتى الآن!

فهل يعقل أن تجتمع دول العالم كلها على حل قضية واحدة منذ عام 1967م ولا يجدون لها حل؟ أم أنهم أصلاً لا يبحثون عن حل لها!
فهذه الأرض وما حولها لطالما كانت محل خلاف على مر قرون وليست وليدة اللحظة. وتُعتبر القدس مدينة مقدسة عند أتباع الديانات الإبراهيمية الثلاث الرئيسية: اليهود، والمسيحية ، والإسلام . فبالنسبة لليهود، أصبحت المدينة أقدس المواقع بعد أن فتحها النبي داواد عليه السلام وجعل منها عاصمة مملكة إسرائيل حوالي سنة 1000 ق.م. ثم أقدم ابنه سليمان ، على بناء أول هيكل فيها، كما تنص التوراة. وعند المسيحيين، أصبحت المدينة موقعًا مقدسًا، بعد أن صُلب (يوسع المسيح ) على إحدى تلالها المسماة “جلجثة” حوالي سنة 30 للميلاد، وبعد أن عثرت القديسة هيلانة على الصليب الذي عُلّق عليه بداخل المدينة بعد حوالي 300 سنة.

أما عند المسلمين، فالقدس هي ثالث أقدس المدن بعد مكة المكرمة و المدينة المنورة، وهي أولى القبلتين، حيث كان المسلمون يتوجهون إليها في صلاتهم بعد أن فُرضت عليهم حوالي سنة 610 للميلاد. وهي أيضًا تمثل للمسلمين الموقع الذي عرج منه النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) إلى السماء. وكنتيجة لهذه الأهمية الدينية العظمى، تحوي المدينة القديمة عددًا من المعالم الدينية ذات الأهمية الكبرى، مثل: كنيسة القيامة ، حائط البراق، والمسجد الأقصى – المكون من عدة معالم مقدسة أهمها مسجد قبة الصخرة و المسجد القبلي، على الرغم من أن مساحتها تصل إلى 0.9 كيلومترات أي أن كل هذا التاريخ الطويل و الآثار المهمة تقع في مساحة 900 متر مربع فقط !!!

وخلال تاريخها الطويل، تعرضت القدس للتدمير مرتين، وحوصرت 23 مرة، وهوجمت 52 مرة، وتمّ غزوها وفقدانها مجددًا 44 مرة .

بكل صراحة وخلال بحثي لكتابة هذا المقال، تأكدت أنه فعلا لا يوجد حل. فالتاريخ يشهد على ذلك و الذي سيدفع قيمة صفقة القرن هم الفلسطينيون الذين دمرتهم الحروب على مر العصور .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى