كتاب واصل

صديقي الذي كان معي ودعني وهو يبكي !!!!(فيديو )

 

المستشار :

عبدالله الحارثي مديرالتحرير

كان معي ولطالما سرنا معا وقطعت معه رحلة من عمري ، كان دائما يذكرني بالرحيل وإني قصرت في صحبته ، أذكر في ذلك اليوم وفي تلك الليلة وهو يوقظني لصلاة الليل ويقول انا اقترب موعد مغادرتي وانت مازلت في غفلة لا صلاة بالمسجد ولا قرآن ولا بر والدين ولا ذكر ولا دعاء  .

استيقظت اليوم فإذا بصاحبي قد جمع حقائبه

وجاء الي ليودعني وعينيه ملأ بالدموع ، ضمني على صدره وبكى بكاء عجيبا .

سألته يا صاحبي ماذا بك ؟!

أخبرني انه قد اقترب موعد رحلة المغادرة وانه لن يكون صاحبي عندما أغادر هذه الحياة ، وسيأتي يوم القيامة شاهدا على تقصيري.

قلت له : أرجوك لا تغادر ابق معي ، أرجوك كن عونا لي ، أرجوك عطني فرصة لا صلاح ما أفسدت،  أرجوك أرجوك أرجوك .

نظر إلى وقال : لا فائدة من البكاء والتحسر فكم من صلاة ضيعتها وكم من معصية عملتها ؟!! كنت معك أذكرك ، وانبهك ،  ولكنك اغتررت بصحتك ومالك ومنصبك ، ونسيت هذا اليوم وسيأتي لك يوم تغادرفيه وحبنها لا ينفعك الندم .

يا صاحبي لقد قسوت على صديقك الذي كان وفيا معك في كل لحظاتك.

يا صاحبي الم أذكرك  الصيام والقرآن والذكر والدعاء والعمل الصالح ؟!!

يا صاحبي الم ترى الأحداث الجسام في كل مكان من قتل وتشريد وموت قريب وصديق

وكنت تتجاهلها وتتناساها ولا تبالي؟!!

يا صاحبي أتذكر ذلك اليوم وانت عند المقبرة تدفن أعز الناس عندك ومع ذلك نسيته وانشغلت بمصالحك ونسيت هذا اليوم ؟!!

يا صاحبي استودعك  الله الذي لا تضيع ودائعة

ولقاءي معك هناك عندما يقال لك :” اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ” هناك ” يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ” ” يوم يفر المرء من أخيه وامه وأبيه وصاحبته وأخيه ” .

يا صاحبي انا انتهت مدة إقامتي وانت بقي لك أيام وقد تكون لحظات فأوصيك باستثمار ما بقي لك واعلم انك ستغادر مثلما غادرت .

يا صاحبي هاقد جاءك أخي عام 1437 وهو سيكمل معك المسيرة وسيكون ملازما لك فاحسن استقباله ولا تكن معه كما كنت معي من تقصير ومعصية وظلم فلا تدري هل سيكمل معك صديقي كما أكملت معك !!!

بكيت وبكيت على تلك اللحظات التي عشتها معك ياصاحبي ولم اوفيك حقك .

وداعا يا صاحبي وسامحني على تقصيري في حقك .

وداعا يا صاحب شهر رمضان والحج ورجب  وشوال.

وداعا ايها الصديق الوفي !!!

صدق رسولنا عليه الصلاة والسلام حينما جاءه جبريل فقال له :” يامحمد عش ما شئت فإنك ميت ، وأحبب من شئت فإنك مفارقه “

هذه حكاية عام معي فهل صاحبكم غادركم مثل صاحبي! !!

وهل سأكون مع الصديق الجديد كما كنت مع الصديق القديم !!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى