كتاب واصل

النرجسية مابين إهدار للوقت وضياع للجهود!

image

  • عندما بدأت في وضع تصوري لهذه المقالة ، وبدأت استجمع المعلومات والافكار حولها ، رافقني توقعا ان مقالتي هذه سوف تعرض على طاولة الانتقادات والمعارضة من ارباب الادارة والمهتمين بها، حيث انني أرى أن الادارة صفة ملازمة للانسان من الادراك الى الى الفناء ولأنني لم اجد قناعة لغيري بهذا الخصوص او استشهاد للمهتمين بالادارة والبحوث التربوية حول فكرتي هذه ، أما انا فقد استمديت قناعتي لهذا المعنى من الفعل (ادار – يدير – ادارة) ومن تجربة تفوق العشرين عاما في مجال الادارة المدرسية .
    وعودا الى مفهوم الإدارة المشتق من (ادار يدير ادارة ) والذي يندرج تحته اكثر من معنى ، لعل الراجح منها والذي له علاقة بالمراد (التحريك – او التوجيه ) وهنا المعنى المراد فالمرء منذو ادراكه وهو يستخدم الادارة العقلية والحركية ، فالعقلية مثالها الافكار والرؤى التي تدار داخل العقل ليتنج عنها أعمال ، وهي ما تسمى بالادارة الحركية او الفعلية ، بمعنى ان الانسان مسؤول عن ادارة حياته بدء بالتفكير ثم التنفيذ ،
    وسوف اطرح هناحسب مفهومي بعض انماطها .
    النمط الاول ويمثله إدارة الانسان نفسه ويندرج تحته أنواع متعددة وأعظمهاإدارة النفس ومجاهدتها وفق القوانين الربانية والسنن الحياتية .
    وإلى نمط أكثر مسؤولية ، وهي إدارة الاسرة ، ويقينا انها لا تقل شأنا عن الاولى ، بل قد تكون اشق واكثر عناء منها ، فالانسان هنا مدير لنفسه ، وموجه لمن حوله وفق ما تعلم من تجارب وخبرات ، ووفق ما يقع على عاتقه من حقوق وواجبات ، ويليهاإدارة الأفراد أوإدارة أفراد المؤسسات ، ذات المسؤوليات المجتمعية ، ولها انماط عدة ، منها الادارة الحازمة ذات الطابع الاستبدادي ، والادارة الهاملة ذات الطابع الفوضوي ، ولادارة التعاونية ذات الطابع التشاوري التعاوني ، والادارة الذكية او السياسية ذات الطابع الدبلوماسي ، ولكل نمط خصائصه .
    ولست هنا بمتحدث عن تلك الانماط لتشعب الحديث ولتعدد التفاصيل حولها ، ولكنني أردت هنا الحديث عن الإدارة النرجسية ، والنرجس هو نبات الريحان ذو المذاق المر والرائحة الطيبة..
    ولما تحدثه الإدارة النرجسية من ضياع للإنجاز مابين حسن القول ، وضعف الآداء ،وددت أن اذكر بايجاز بعض ملامحها .
    فعندما نلمس ونلاحظ حب الذات والإنغماس في الانانية حتى تجاهل حب الآخرين من حولنا فذاك من أهم ملامح النرجسية .
    ورؤية الافضلية لانفسنا والدونية لغيرنا ملمح بارز للنرجسية .
    واذا ما خدعنا بأن النرجسي صاحب ثقة عظيمة في نفسه فلا بد لنا ان نتيقن ان تلك الثقة ظاهرية فقط ومستمدة ممن حوله لانه واقعيا ليست من صفاته .
    والنرجسي يملك قدرا كبيرا من جنون العظمة التي قد تصل به احيانا إلى عدم تقبل الاخرين .
    والاعتراف بالاخطاء من سمات الفضلاء ، والنرجسي بطبعه عنيد لا يعترف بالأخطاء ،ولا يمتلك ثقافة الاعتذار ، التي هي سمة من سمات العقلاء .
    واذا ما تمثل من نقابلهم بالمثالية ، وحب الإطراء والثناء ، ولوحظ عليهم تحقيق نجاحاتهم من خلال نجاح من حولهم ،وأتصفوا بالبعد عن الإيثار، والاستماتة من أجل البقاء في مناصب إدارية ، وقيادية فذاك دون أدنى شك نرجسي الشخصية والطباع .
    وبعد أن تعرفنا على بعض الملامح والصفات آن لنا ان نتعرف على كيفية التعامل مع تلك الشخصية .
    فعليك اذا ماابتليت بنحو تلك الفئات ان تستعين بربك اولا ثم البحث عن ادوات الارضاء ، ومن أهم أدوات إرضاء النرجسي المديح والإطراء والثناء ، وعدم المخالفة والاقتناع بما يراه حقا ولو كان باطلا ، ولا تجعله يراك مرتديا أثواب النجاح لانه سوف يضمك الى قافلة الاعداء . فالنرجسي يرى المخالفين له اعداء .
    واذاماعجزت عن تحمله فارحل وغير المكان .
    خاتمة ” النرجسية سدمنيع يقف امام التحضر، وعقبة كؤد تعيق التقدم ، وتمركز حول الذات ينتج عنه ضياع للحقوق والواجبات والمصالح “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى