تخدم خمس مؤسسات طوافة ثلثي عدد الحجاج في حين يقع على عاتق مؤسسة حجاج جنوب آسيا خدمة ما يقارب ثلث الحجاج سنويا ؟ وبالتالي يصبح الحديث عن مطالبة المؤسسة بالارتقاء بمستوى جودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن ضرباً من الخيال ؟ إذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع وللإنصاف فإن مجلس إدارة مؤسسة جنوب آسيا يبذل قصارى جهده لترجمة شعار خدمة الحاج شرف .. أمانة ومسؤولية ولكن كيف نحاسب معلما على ضعف مخرجات العملية التعليمية و نحن نحشر له في الفصل الذي يتسع بالكاد لعشرين طالبا عشرة أضعاف هذا العدد وأكثر ثم إذا وقعت مشكلة نحاسبه ونبحث لها عن كبش فداء ؟!
يصل عدد مكاتب الخدمة الميدانية التابعة لمؤسسة حجاج جنوب آسيا ( 140) مكتبا تقدم خدمات الاستقبال والتسكين والإعاشة والتنقل بين مكة المكرمة والمدينة المنورة والتطويف والتصعيد والنفرة والتسكين في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر وغير ذلك عشرات الخدمات التي يتوجب عليها توفيرها لما يقارب ستمائة ألف حاج وبحسبة بسيط فهذا يعني أن كل مكتب يخدم في المتوسط 4250 حاجة وحاجا !
كانت الفرصة مواتية ولا تزال أمام وزارة الحج والعمرة مع التحول المؤسسي لمؤسسات أرباب الطوائف لتقسيم وتوزيع حجاج جنوب آسيا على مؤسستين يراعى في كل منها التجانس الاجتماعي والتقارب الثقافي بين أفرادها وكذلك الخلفيات و التوجهات والمشارب والعادات والتقاليد مما يسهل على المطوفين أداء رسالتهم النبيلة و الارتقاء بمستوى جودة الخدمات المقدمة لقاصدي بيت الله الحرام وبما يجعل رحلة الحج ذكرى ممتعة وجميلة لكل حاج وحاجة .
الكثير من المشاكل يمكن حلها إذا تعبنا أنفسنا وفكرنا قليلا خارج الصندوق ؟!فالوزارة ومنذ تأسيس مؤسسات أرباب الطوائف وحتى اليوم لم تتنبه إلى أن أكثر من نصف المشاكل التي تحدث سنويا في موسم الحج مصدرها حجاج جنوب آسيا و معظمها بسبب هذا الوضع الخاطئ ؟!
أشارت الهيئة العامة للإحصاء في حج 1440هـ إلى أن نسبة عدد حجاج دول مجلس التعاون الخليجي 2% فيما بلغ نسبة عدد حجاج الدول العربية عدا دول مجلس التعاون 22% و بلغ نسبة عدد حجاج الدول الآسيوية عدا الدول العربية 61% ونسبة حجاج الدول الإفريقية عدا الدول العربية 10% فيما بلغ نسبة عدد حجاج الدول الأوروبية 4% و دول أمريكا الشمالية والجنوبية وأستراليا 1% فكيف أطالب مؤسسة تخدم ثلث عدد الحجاج أن ترقى بمستواها لتقدم ذات المستوى من جودة الخدمات التي تقدمها مؤسسة تخدم 10% ؟!
سبع مؤسسات طوافة أفضل من ست خاصة مع التوسع في زيادة عدد الحجاج بحسب مستهدفات رؤية المملكة 2030 كما أن ثلث عدد الحجاج أكبر من أن تخدمهم مؤسسة واحدة .
