كتاب واصل

فرحة وطن

image

 

عندما يكون الحديث عن الوطن فإن الأحرف تتساقط والكلمات تتبعثر والعبارات تعجز عن إيفاء المشهد حقه ! ولما لا والحديث عن الوطن !

رسمنا لك ياوطن من الحب ابرز اللوحات وشدونا لك بأجمل الاغنيات!
ومن اجلك ياوطن روينااصدق الروايات !
وكتبنا فيك ياوطن حكايات وقصص ومقالات !
و لك بدعنا من عيون الشعر اروع الابيات !
وعزفنا عشقك اعذب الشيلات !
وحلقنا بك عاليا فخرا وعزا كيف لا ؟ وانت ارضنا والسموات ”
فكيف لا نهديك الاجساد دروعا والدماء فداء ؟ وتلك اقل الواجبات !
ولنا فيك يا وطن معالم وتراث ولنا فيك طفولة وشيخوخة ولنا بك اجمل الذكريات !
ولنا فيك ياوطن الفخروالعز اعظم الآمال والتطلعات !
فلما لا نعزف حبك اروع سيمفونية ؟ فنعزفها لك عند الشروق وفي الغسق وفي كل الامسيات!
و نعزف تقاسيمها عشقا وهياما على فيافي هذا الوطن المعطاء و على حقوله الخضراء وعلى هضابه الشماء وجباله الشامخات !
ولما لا نعزف سيمفونية مقاماتها التفاني والولاء والحانها العشق والوفاء ؟
وكيف لانفدي بالارواح وطنا حقق النصر وسطر الامجاد رغم شراسة الاعداء على يدي فارس البيداء وحامل اللواء ؟
عبدالعزيز صاحب الرايات البيضاء رافع لااله الا الله عاليا خفاقا ليخاطب الجميع باسم الاسلام في شرف وكبرياء!
ان من يدعي حب هذا الوطن وهو لا يعي مدلول حبه فذاك لا يستحق العيش على ترابه وتنفس هوائه ! بل واراه حرم نفسه من سعادة كبرى وفرحة عظمى يمثلها عشق الفيافي والقفار وعشق التل والجبل والوادي وعشق ليل الوطن وعشق النهار !
بل حرم نفسه من عبق ورود الوطن وجمال الازهار في سكونها وفي الانتشار ، وحرم نفسه من عشق ذرات التراب وعشق النسيم وعشق الاشجار , وعشق كل شيء هو كائن في هذا الوطن المعطاء!
ان للوطن عشق وحنين لا ياتي. بالتعليم ولابالتلقين ولا بالتجارب مع مر السنين لانه حب صادق امتزج بالدماء وخالط اللحم والعظام ”
لكن السؤال الذي يحتاج الى اجابة مقنعة هو هذا السؤال!
ماهو المفهوم الحقيقي لحب الوطن وكيف نعبر للوطن عن افراحنا به ؟
ان الخروج في مسيرات وهتافات جماعية او فردية لاتمت للفرح والحب بصلة لانها حب للذات وخروج عن الآداب التي هي من سنن المجتمعات الراقية ،اما عن تلك المزاولات والتصرفات فهي تعبير عن حريات اطّرت من اجل الاساءة للوطن وانظمته !
ومن يدعي الحب فلا يتعمد الاساءة الى من احب !
ان من يخرج في همجية منقولة للعالم بواسطة قنوات التواصل الاجتماعي فذاك لا يحمل داخله حبا للوطن ولا يمكن القول والوصف انها فرحة وطن بل هي نقل لصورة مغايرة لهذا الوطن !
ان من يتعمد الايذاء والتحرش ومضايقة الاخرين في مثل ذلك اليوم انما هو خروج عن الانسانية التي من معاييرها الحقة الحفاظ على مشاعرالاخرين. واحاسيسهم واحترام حرماتهم !
ان الحب الحقيقي لهذا الوطن هو رسم الصورة الحقيقة لمجتمعات هذا الوطن كافة والمتمثلة في الاداب الاسلامبة السامية و الاخلاق العظيمة الفاضلة !
ان الصورة التي تنقل بواسطة افراداو جماعات من داخل الوطن انما هي تمثيل لشرائح هذا الوطن قاطبة فالقلة المخالفة منحت الوطن بكامله صورة لا تليق بالسعوديين عامة بل ونجدها اوقعت ظلما على الوطن بكافة شرائحه !
ان حب الوطن يمثله البناء لا الهدم ويمثله الاعتراف بالفضل لا التنكر والجحد ويمثله الحفاظ على مقتنيات ومقومات الوطن وتشييد الحضارات التي تليق بوطن يحمل بقلبه مقدسات اسلامية يرتادها مسلمو العالم باكمله !
ان حب الوطن لا يمثله تلوين الوجوه او ارتداء الاوشحة انما يمثله التصدي لكل ما يعيق اقتصاديات هذا الوطن والاعتماد على اجيالنا في كل المجالات  !
ان التستر على العمالة الذين ينهبون خيرات الوطن ليس حبا بل خيانة !
ان حب الوطن يمثله الوقوف بحزم وقوة ضد اعداء الوطن وضد الارهاب !
انني ارى ان يعاد النظر في الفرح بهذا اليوم الذي ينبع حبه دون ارادة او قصد ويظهر ذلك الحب جليا لدى كل مواطن صالح استشعر العطاء والامن والامان !
انني ارى ان يكون تفعيل ذلك اليوم في جميع المؤسسات الحكومية والمؤسسات المجتمعية في التسابق نحو الانجاز والاعجاز والابتكار لعيون ذلك الوطن فكما يقدم لنا نقدم له فنمنحه الفكر والجهد فننطر ماذا حققتا؟ وما ذا صنعنا ؟ ونجمع افكار ذلك اليوم لتكون مسيرة راقية واعية لتكملة البناء والنماء وتكون فرحة حقيقة وهدية ثمينة تليق بالوطن .
تلك اذا هي الفرحة الحقيقية .
( تلميح )
إن توقف احرفي الى هنا لا يعني الصمت لكنه وقوف قلمي الذي عجز عن ايفاء المشهد حقه من الوصف .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى