كتاب واصل

تناهيد العيد

imageعندما يستغل الخارجون على كل مألوف وحسن  في الحياة (شرائع – إنسانية – مبادئ – أعراف –  قوانين – نظم ) تلك الأوقات التي هي منحة من الله للبشرية ، حيث من استغلها وفق منهج رباني معتدل مُنح الاستقامة والهداية ورُزق السعادة والفرح ، والخير العميم ، فإنها تتسأل في خجل عن أسباب تلك الأعمال اللا إنسانية وتستشعر الألم والحسرة بل تتمنى أنها تستطيع أن تشتكي همهاوالمها إلى من يبلسم جرحها ، والى من يدرك حزنها ، ولكنها عاجزة عن الكلام وإقامة الحجة والدعاوى ، ممايدفع بالخارجين على قانون الإنسانية والمحسوبين على الشريعة الإسلامية تلويث تلك الاوقات وإستغلالها بأعمالهم الاجرامية ، ليثبت لهم قبل غيرهم أنهم مجرد دمى يحركها أناس لا يمتون للإسلام بصلة  ولا ينتسبون للإنسانية بنسب ،  حتى أصبحوا ومن خلفهم للأسف خارج دائرة الإنسانية الحقة !

المشهد عن كثب
في أحد الصباحات التي أمرنا بالصلاة والذكر والدعاءوالسعي لطلب الرزقّ يبرز أحد المشاهد الملطخة بالدماء والخزي والعار.
تلون المشهد بلون الغدر وسفك الدماء ورافقت أحداثه جهل وقبح وغدر وغباء حيث المشهد تنكر للأهل وللوطن ، قام به  مجموعة من المحسوبين عليه لم يحترموا قانون المكان ولا الزمان .
في يوم الخميس الموافق العاشر من شهر ذي الحجة وهو يوم الحج الأكبر وهو يوم عيد أضحى المسلمين تجلبب عصبة بل عصابة من عصابات الإرهاب بجلباب عم سواده القلوب والاجساد وتسلحوا بسلاح البغض والكراهية والاحقاد من الداخل وبالاسلحة المزهقة للأرواح والسافكة للدماء من الخارج ليجعلوا من أنفسهم وحوش بشرية ضارية يخالف فكرها العقلاء وينكر فعلها الشيب والشباب والأطفال وأصحاب الحكمة وكذلك النساء.
مشهد لا يصدقه إنس ولا جان ، استدراج ابن عم لإبن عمه في وضح النهار ، وحاله التجرد من الدين. والإنسانية وبر الوالدين وصلة الرحم .
تمناه الكثير أن يكون فلما تصويريا أو خيالا أو حلما أو مزحة ، لكنها أبشع الحقائق تجلت في ذلك المشهد الأليم .
وما بعده أكثر ألما وحزنا ، حيث المؤامرة القبيحة ، والأفكار الدنيئة ، فالقلوب كالحجارة بل والله انها لأشد قسوة، فلربما تكون الحجارة أقل قساوة من قلب ذلك الوغد الحقير الذي لا يدرك ما تعنيه أقواله ولا أفعاله فمن خلال خطابه يتضح جليا أنه لا يتقن أدنى مفاهيم التدين والإلتزام ،فهو لا يعرف من يبايع ولا من يوالي لحداثة سنه وخبالة عقله ، لكن غيره باعه فكره وفق مخطط خبيث حوله إلى مجرم عابث وغير مبالي .
لم ينفع استجداء مدوس وطلب الرحمة من ابن عمه الغادر سعد ، وجه وجهه إلى أخيه في الإجرام عبدالعزيز الذي كان يقوم بدور المصور والمخرج والمنتج دون خوف من الله ولا حياء ولا وجل ولا استحياء .
بعد إلقاء الخطاب التافه الحقير والمصدر وفق أجندات أعداء هذا الكيان العظيم ، بدأ بفعله المشين وصوب فوهة السلاح الذي كان يحتقر حامله لإنه وجهه وأصاب به بريئا لا ذنب ارتكب ولاجريرة اقترف ، لكنه السخف والجهل والحمق والأفكار الدخيلة .
المشهد في النهاية لمدوس حيث أصيب في رأسه برصاصة أهل الغدر وسفك الدماء ،وليلقى ربه شهيدا بإذن الله .
أما سعد وعبدالعزيز اللذين مثلا دورالبطولة العفنة النتنة فكان لرجال الأمن معهم صفحات من التمكين والنصر حيث تم القبض عليهم في أقل من ثمان وأربعين ساعة وذلك بتوفيق من الله ثم بفضل تلك العيون التي تسهر ولا تنام لكي ينام هذا الوطن وأهله في أمن وأمان .
رحم الله مدوس وتقبله في الشهداء وجبر كسر اهله وعظم اجرهم وأعز رجال امننا ومنّ على هذا الوطن بإستتباب في الأمن ورغد في العيش وحفظ الله مملكتنا وقادتنا العظام .

والعبر تستسقى من الاقوال والافعال ولعل كل ذي لب يستخلص من الاحداث عبرا  

ونصيحة من القلب لعلها تعانق قلوب الشباب نصيحة تصاحبها دموع الآباء وآهات الامهات نصيحة وفي الوقت ذاته تحذير ! 

إياك أيها الحبيب ايها الغالي ايها  الشاب ان تتأثر بالشعارات الزائفة والانجراف خلف الافكار الواهية والانخراط في الزمر الفاسدة ، زمر الانحطاط  والضياع  ، ضياع العقل وضياع الأسَر وضياع الوطن  وضياع الإعتدال في الحياة والاستقامة .

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. يقول الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدو لكم فاحذروهم ..)
    إنها تنطبق على هؤلاء الدواعش قاتلهم الله أنى يؤفكون ..
    اللهم أحصهم عددا ، واقتلهمم بددا ، ولا تبقي منهم أحدا ..
    مقال رائع أبا طراد لا فض فوك ..

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى