كتاب واصل

ما وراء خطاب عفاش..!!

  

مع الانتصارات المتلاحقة والمتسارعة للجيش الوطني والمقاومة الشعبية، الذين اصبحوا على ابواب صنعاء يحاول عفاش من خلال ظهوره الليلة بخطاب تلفزيوني مسجل أن يرفع

الكاتب : حسن عباس آل عباس
الكاتب :
حسن عباس آل عباس

معنويات انصاره ومقاتليه، الذين تأكد له أنهم صاروا بمعنويات هابطة للغاية، جعلتهم يفرون من جبهات القتال.

هنا يبدو خطاب الرجل كما لو أنه محاولة بائسة لدفع مقاتليه للمزيد من التضحية والصمود لا أكثر، وما يدلل على هذا محاولة إيهامهم بأن قوته الحقيقية لم تدخل بعد ميدان المعركة.

كما يدلل خطابه على أن الخناق يضيق عليه كل لحظة وأنه صار يترقب لحظة وقوعه في أيدي  الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، خصوصاً مع تفاقم المعارك المحتدمة على مداخل صنعاء.

 فالرجل هنا ومن خلال حديثه عن التلاحم الحاصل  بين قواته وبين الحوثيين، يحاول أن يوصل رسالة للحوثيين بأن لايصدقوا ما ينشر من اخبار تفيد بأنه يطالب بخروج آمن مقابل التخلي عنهم، وهي رسالة تبدى حجم تخوفه من اقدام الحوثيين على تصفيته.

 كما أنها في الوقت نفسه بمثابة دعوة للحوثيين بتوحيد المصير، وذلك باستماتتهم  على اسوار صنعاء وداخلها.

أما عن رفضه أي مشاورات قادمة مع الحكومة، مع ترحيبه بحوار مع السعودية، فلا يدلل هذا إلا على ثقته بأن موعد المشاورات القادمة سيأتي وقد وتحررت صنعاء، كما أنه يريد من خلال هذا الرفض الخروج من الورطة التي وقع فيها حينما ارتضى أن يشارك بمحادثات جنيف 2 التي أظهرته بمظهر المعترف بتمرده لان تلك المحادثات كانت بمثابة محادثات أو حوار  بين حكومة ومتمردين.

 إلى ذلك يريد الرجل من خلال إبداءه لرغبته الحوار مع السعودية أن يرفع معنويات اصحابه لا أكثر، وذلك بمحاولته من خلال هذا الكلام  الظهور بمظهر المسيطر على كل شئ على الأرض، بصورة تجبر السعودية على الحوار معه، مع أن العقل والمنطق يقول لو كانت السعودية ترغب في الدخول في حوار معه لكان ذلك ممكناً وهو لايزال مسيطراً على كل المحافظات أما الآن وبعد أن صار محصوراً في العاصمة فيبعد ذلك تماماً وإن حاول تهديد السعودية بأن قواته لم تدخل المعركة بعد، فالسعودية تعي تماما أن الرجل قد استخدم كل قوته ولم يبقى له ما يعول عليه، لم يبقى له سوى التهديد بوهم، كوهم الخيارات الاستراتيجية الحوثية التي لم تدخل الخدمة بعد..

خلاصة القول خطاب عفاش خطاب مهزوم وإن حاول الظهور بغير ذلك الرجل يواجه مصيره فخناقه يضيق كل لحظة وليس كل يوم، وهو يرغب من خلال دعوته للحوثيين بالاستماته بدمار صنعاء على الكل، ألا ترون أن خطابه يلتقي مع خطاب الحوثي الذي طالب فيه مقاتليه بالصمود والاستماته، وقال سيقاتل إلى يوم القيامة؟!

الرجلان يواجهان مصيراً فرض عليهما ولامفر لهما منه، لذا من الطبيعي أن يستميتا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى