كتاب واصل

ليتك سمعته ياسعد يوم يدعيك ” تكفى يا سعد “

المستشار : عبدالله الحارثي مديرتحرير صحيفة واصل الإلكترونية
المستشار : عبدالله الحارثي مديرتحرير صحيفة واصل الإلكترونية

 

نادى بأعلى صوته فسمعه الجميع إلا سعد ؛ أتدرون من هو سعد انه ابن بلدي تربي على أرض الوطن وشرب من ماء ه وتغذى جسمه من خيراتها ، درس في مدارس الوطن وعاش بين أبناء الوطن ، سعد فهم الدين بالخطأ وسار على الطريق الخطأ وحسب انه على الصواب وغيره على الخطأ ، سعد كان يتمنى الخير للناس فإذا به شر على القريب قبل البعيد ؛ وهذا هو سعد الذي صاح مستغيثا به ابن عمه فوجه إليه الرشاش ليقتله بلا ذنب وخطيئة ؛ فكانت كلمات ” تكفى يا سعد ” ؛ ” لا يا سعد …لا ..لا .” اخترقت الجبال الصم ولكن قلب سعد وجسده وروحه مع شيطان داعش لم تجد لها مكانا عنده ؛ نادى ولكن لا مجيب .

( مدوس ) شاب يتيم عاش مع عمه وأبناء عمه ، وكانوا معا في كل لحظة ، ولم يكن بينهم عداواة او احقاد اطلاقا ، فمالذي حدث وما حيثيات القضية ؟!

خرج العريف)( مدوس ) مع ابن العم سعد الذي يعتبره عونه عند الشدائد في رحلة صيد تم التنسيق لها من قبل ولكنها كانت رحلة صيد لنفس بريئة ، لقد اصبح ابن العم الصياد الذي ترك الصيد والقنص ووجه رشاشه لابن عمه ؛ تفاجأ ( مدوس ) من فعل ابن عمه وهل يعقل ان يقضى عليه ويدمر حياتي ؛ نداءه لم يصل ، لأن الشخص الواقف أمامه ليس فيه انسانية ولا نبل ولا شهامة ولا دين .

نعم ” تكفى ياسعد ” كلمات بثها ذلك الشاب ابن( 21) ربيعا ، وهو يخاطب ولد عمه الذي عاش معه منذ الصغر وكانوا يدا واحدة ، وعندما يواجه ( مدوس ) الأخطار يصيح بولد عمه فيأتي لنصرته والوقوف بجانبه . والآن لسان حاله يقول لماذا قتلني ابن عمي !! ؛ لماذا يربط يدي ورجلي ؟! !! هل كنت يوما من الأيام سببا في إزعاجه أو التقليل من شأنه؟ ! هل لأنني يتيم ولا أحد معي ؟! لماذا أصبح ابن عمي الطيب الخلوق شخص فاقد للرحمة وضميره ميت وقلبه قاسي ؟! من أين جاءهذا الفكر الغريب ؟! هل سيكون القادم اسوأعلى بقية الأقارب ؟!! من الذي غير سعد وجعله يعيش بروح الانتقام ؟! تساءل الشاب المقتول ولسان حاله يا وسائل الإعلام أين دوركم في توجيه مثل ابن عمي وغيره ممن يعيش الآن في كهوف مظلمة يديرون المؤامرات والمؤتمرات للقضاء على الإسلام و قتل النفس التي حرم الله الا بالحق ، وخيانة وطنه الذي عاش فيه وترعرع .

تساءل الشاب أين دور وزارة التعليم في توجيه النشء ومعرفة مايفكرون فيه ويخططون له ؟! تساءل الشاب عن دور المجتمع في احتضان الكثير من الشباب الضائع التائه والذي يعيش لنفسه وليس في فكره الا مصلحته الشخصية فقط ولا يعترف بحقوق ولا دين ولا وطن ؟!

” تكفى يا سعد ” آخر كلمات العريف : ( مدوس العنزي ) الذي ظن أن ابن عمه يمزح كما كان يعرفه !! توقع أن ابن عمه يتذكر أيام الصبا وكيف كانوا يلهون ويلعبون سويا !! ، أصبح ابن عمه القاتل عميلا مأجور لإيران واليهود والدواعش وكل أعداء الدين . تذكر يوم كان يناديه سعد وهو يرد عليه ” لبيه ” وتوقع أن يرد عليه الجميل !! ولكن دون جدوى .

فما يعتقده سعد سيقع ونداءات ( مدوس) لا تسمن ولا تغني من جوع ، وهنا وفي تلك الحظات تقع الكارثة ، ويختلط دم الشهيد مع تراب أرض الوطن ، ليرسلها لهذا الداعشي وأمثاله ويخبرهم جميعا أن أرض الوطن أغلى منك ، انا اموت على وجهي فداء لبلدي وانت تموت بلا وجه ولا مروءة ؛ تموت الف مرة بدعاء كل مظلوم .

نعم انت لا تعرف معنى كلمة تكفى لأنك لست رجلا ولا تستحق التقدير ؛ ومع ما حصل وهذا الفيديو المؤلم الذي أحزن الجميع وتألم منه الجميع ولسان حالهم ” هل يعقل هذا يحدث ” ؟!!

هل لا يزال في بلادنا من يريد أن يكون مثل سعد وغيره؟!طيب واذا كان هناك مثل سعد فمادورنا جميعا ؟! كيف نحمي مجتمعنا من تلك العصابات التي تمثلت بالدين ؟! هل هناك حلول تطرح ؛ أم أنه كلام يذهب إدراج الرياح . هل نريد أن نستفيق غدا على فاجعة أخرى ؟ متى نعرف أن أبناءنا غالين علينا ويجب علينا حمايتهم ؟!!

ما هو دور رب الأسرة وعمدة الحي والإعلاميين والتربويين والمثقفين والكتاب وكل المؤثرين بالمجتمع ، وكل مخلص لبلده في محاربة هذا الفكر . يجب أن نضع خططا مستقبليه لعلاج قضية الانحراف الفكري الداعشي الذي سيحطم أبناء المجتمع. بعد حادثة القتل المؤلمة للعسكري الذي قتله ابن عمه، وختاما اترككم مع تغريد ةالشيخ المنجد حفظه الله والتى بين فيها قول النبي صلى الله عليه وسلم:

“إِنَّ بين يَدَيْ السَّاعَةِ الهَرْجَ ، قالوا : و ما الهَرْجُ ؟ قال : القَتْلُ ، إنَّهُ ليس بقَتْلِكُمُ المُشْرِكِينَ ، و لكنْ قَتْلُ بَعْضِكُمْ بَعْضًا ، [ حتى يقتلَ الرجلُ جارهُ ، و يقتلُ أخاهُ ، و يقتلُ عمَّهُ ، و يقتلُ ابنَ عمِّهِ ] قالوا : و مَعَنا عُقُولُنا يومَئذٍ ؟ قال : إنَّهُ لَتُنْزَعُ عُقُولُ أهلِ ذلكَ الزَّمانِ، و يُخَلَّفُ لهُ هَباءٌ مِنَ الناسِ ، يَحْسِبُ أكثرُهُمْ أنَّهُمْ على شيءٍ ، و لَيْسُوا على شيءٍ” وهذه التغريدة لا نريد أن نجعلها شماعة نعلق عليها أخطاءنا بل يجب أن نعمل لاجتثاث تلك الزمرة من مهدها وقلع جذورها والفضاء عليها ، ثم نحاول الاقتراب من شبابنا وتوجيههم للخير والصلاح والقرآن والسنة وحب العلماء وولاة الامر والوقوف مع بلدهم ضد الفتن .اسال ربي ان يحمي شبابنا من مضلات الفتن ومن نشر كل فكر خبيث لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا . وصدق الشاعر حينما قال :

ليتك سمعته ياسعد يوم يدعيك

ولا الجهل اعمى عيون الرجالي

خنت الموده والصداقه بياديك

وجسدت معنا للصديق المثالي

ينخاك في صوته وبالعين يرجيك

يومك تقول الموت لهل الضلالي

لا ياسعد تذبح خوين هقا فيك

خويك الي يرتكي . للثقالي

خويك الي لا تباطاك ياتيك

وياصل لجل شوفك بعيد المنالي

ولاكثرت همومك وزادت بلاويك

زم الحمول الي عليكم وشالي

بالله قلي ياسعد ويش اسميك

حيرت فكري فيك وحتار بالي

تتبع ابو بكر زعيم الصعاليك

الي على ربعك يشن القتالي

لا ياحسافه كيف غير مباديك

انشهد ان عقلك من الدين خالي

والحين حان الموت حولك حواليك

لو تتقى ياسعد . بالجبالي

لابد ياتي يوم ترخي علابيك

للسيف الاملح ياخبيث الفعالي

الشاعر المتألق :-

( بداح بن عبدالله بن بدر الفغم ) .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى