كتاب واصل

عمره شهرين…. ويزور أمه التي ماتت كل يوم ( صورة )

تداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورة مؤثرة ومبكية لقصة رجل اسمه حمود مع الحاشي الصغير( حوار ) الذي لم يتجاوز عمره الشهرين ،

المستشار "عبدالله الحارثي "
المستشار “عبدالله الحارثي “

والذي كان  يختفي كل ليلة ويعود في الصباح ، فقام بتتبعه ليلة من الليالي فوجده يبيت أمام جثة أمه ، التي ماتت قبل أيام ، فالتقط له الصورة وقال فيه هذه القصيدة المؤثرة :

الحاشي اللي يبكي امه ومقهور 

يبكي عليها بعد جاها قدرها 

منكر حليب امه من ايام وشهور 

يمشي ويبرك والمدامع غمرها 

بالحزن والحرمان ياناس مغمور

يطلب حليب امه ويبغا دررها 

من بعد ماهو كان شهرين مسرور

بين الجبال وبين خضرة شجرها

اليوم لاوالله حول امه يدورر 

عاف السهول وعاف حتي وعرها 

وده بجانبها ولو كان منحور 

دام الليالي شاف قدمه خطرها

امسيت من حزنه بالاحزان ماسور

والعين بعده طال حتي سهرها

خذ النصيحه بعدها واسمع الشور 

من بعد شفت اليوم اعجب صورها 

قل للغضيب اليوم لايجهل النور

الحاشي الواقف بقي له وبرها  

هذا وقد تفاعل الكثير ممن شاهد الصورة وسمع بالقصيدة فقال المهندس يوسف الغامدي ” انه موقف محزن جدا يحكي قصة فراق ابدي ليس بعده لقاء ، صورة تكفي عن ألف عبارة ،صورة ترى فيها الرحمة والعطف ، ولو كتب الله لامه أن تعيش لما تركته لحظة واحدة بلا حليب  ، وهكذا هي الأم يا من قسوة عليها وهجرتها بالاشهر لا تحادثها ” .

وهذا سعد العمري يوضح حالة الطفل الصغير عند فراق أمه وكيف أن هناك فراغا كبيرا قاتلا ، لا يستطيع أحد سد ذلك الفراغ  بفراق الأم ، وأكبر دليل على ذلك انظر لرجل متزوج وعنده أبناء ، كيف حاله بعد فراق أمه ، تراه وقد شاب رأسه ولحيته، وأصبح تائها لا يعرف للفرح والسعادة طعنا  ، والفراق صعب وخصوصا أن كان الإنسان الذي غادر ليس له بديل ، ولا يعوض بغيره إلا وهي الأم ، فلمن ستقول ” امي ” ومن سيجيبك! !!  لا أحد يستطيع أن يعبر عن معاني تلك الكلمة  إلا الأم الحقيقية ” .

وهذا اليتيم محمد الحارثي يقول ” فقدت امي وانا صغير ، ولا تتخيلون كيف هي حالتي  من بعدها ، من يواسيني،  ومن يسأل عني ، ومن يستقبلني ويقدم لي الغذاء والدواء ، حتى ملابسي أجد صعوبة في الحصول عليها ، لقد أصبحت حياتي جحيما لا يطاق ، ولولا أن هذا قدر الله وهو الطريق الذي سنمضي عليه جميعا لما صبرت على فراقها ”  .

هذا الحاشي وهو لا يعقل وبغريزته يبحث عن مكان أمه وهي جثة هامدة ، ليشعر بجوارها بالأمان ، وكم من الأبناء أمه بجواره وفي أمس الحاجة إليه ، ولا يسأل عنها أو يرضيها ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وهاهو رمضان قد أقبل ، فرصة لنا جميعا لتغير من حياتنا ، ونبحث عمن كان سببا في وجودنا .

ينتظرون منا القليل وقدموا لنا كل شيء ، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ” ، يقول الله تعالى :” ( ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليَّ المصير )  .

واختم بهذه القصة ولعل فيها العظة والعبرة ” امرأة عجوز ذهب بها ابنها إلى الوادي عندالذئاب ،  يريد الإنتقام منها , وتسمع المرأة أصوات الذئاب , فلما ابتعد عنها  الابن ندم على فعلته ، فرجع وتنكر في هيئةٍ حتى لا تعرفه أمه فغيرصوته وغير هيئته ، فاقترب منها ، قالت له يا أخ : لو سمحت هناك ولدي ذهب من هذا الطريق ، انتبه عليه لا تأكله الذئاب.

يا سبحان الله ، يريد أن يقتلها وهي ترحمه ، فلا اله الا الله ، ما أقسى قلوبنا تجاههم ، رب ارحمهما كما ربياني صغير ا ” .

IMG-20160602-WA0030

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى