كتاب واصل

( ليلة 27 تنتظر محبيها)

كتبه: عبدالرحمن بن طواله

الحمد لله الذي أبقانا لنبلغ شهر رمضان فاللهم تقبل ما مضى وأعنا على ما تبقى من صيامه وقيامه على الوجه الذي يرضيك عنا ووفقنا لقيام ليلة القدر والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين :

أيها الكرام طابت أوقاتكم بالقبول والرحمة أحبتي الكرام أن من مبادئ هذا الدين العظيم (العفو والإحسان) وهو من شيم المؤمنين الكرام الموفقين أمثالكم ، وأنتم من أهل الأيمان ، فلنُريّ الله منا خيراً في ما أوجب علينا لعلنا ننال ما وعدنا به من العفو ، لا سيما مع هذه الليالي المباركات نفعني الله وأياكم بالتوفيق والسداد ونهجه .

قال تعالى: { فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} وقال: { وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } .

وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما نقصت صدقة من مال ، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله .

فالعفو والصّفح هما خلق الأنبياء عليهم أفضل الصلاة وأزكى التسليم ، فأين المشمرون المقتدون ؟ إين من يغالِبهم حب الإنتصار والإنتقام فينتصر في قلوبهم نبض الإيمان فيتبعوا نهج وخلُق سيِّد المرسَلين ويفوزوا بالعفو والصفح ، سئِلَت عائشة رضي الله عنها عن خلُق رسولِ الله , فقالت: لم يكن فاحِشًا ولا متفحِّشًا ولا صخَّابًا في الأسواق ، ولا يجزِي بالسيِّئة السيئة ، ولكن يعفو ويصفح . رواه أحمد والترمذي ، وقد حكى الله سبحانه عن نبيه يوسف عليه السلام وقد آذاه إخوته وظلموه وعندما آل أمرهم اليه ومكنه الله منهم وقدّر على الإنتقام والتمكين ما كان من خلقه الآ العفو والصفح ، فلم يقابل السيئة بمثلها وإنما عفا عنهم وكان منه ما حكاه القرآن الكريم عنه: قَالَ { لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ } .

نفعنا الله وأياكم بهدي نبيه ووفقنا للصواب وفعله ونهجه ، وجعلني الله وإياكم والجميع ومن يقرأ هذه الخاطرة من عباده أهل العفو والرحمة وأن يعيننا على كل خير ويجعلنا ووالدينا من عتقائه من النار ، وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم.

كتبه الفقير الى عفو ربه ومن يرجوا منكم العفو والمسامحة والصفح والدعاء له ولوالديه وللمسلمين .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى