كتاب واصل

( شبهات و تناقضات حول كأس السوبر في لندن )

8888
بقلم الكاتبة / ريم ال عاطف

* من أعجب الاستنتاجات والأحكام التي راجت بعد تلك المباراة, وأكثرها سطحية وسذاجة القول :

“إنه رغم الازدحام والاختلاط والتبرج لا وجود للتحرش وذلك لتطبيق قانون المنع “!

وأتساءل : أي منطق هذا؟ كيف لمباراة تقام مع تواجد أمني مكثف وآلاف الكاميرات أن يحدث فيها أي تجاوز؟.

الإنصاف والموضوعية يقتضيان الإطلاع على المشهد كاملاً, لذا فإليكم هذه الأرقام :

ذكر المعهد الإحصائي الوطني في لندن، أن النصف الأول لعام 2014 شهد تسجيل أكثر من 22 ألف حالة اغتصاب, ما يعني ارتفاع النسبة عن 2013 بـ 29% “اغتصاب يا سادة اغتصاب وليس فقط تحرش”!
كما نشرت صحيفة الإندبندنت تقريرا عن تزايد حالات التحرش الجنسي بالنساء في الأماكن العامة , وأشار التقرير إلى دراسة أظهرت أن 41% من النساء تحت سن 34 تعرضن للتحرش في شوارع لندن.

وفي أرقام كارثية بثتها وسائل الإعلام البريطانية أن نصف مليون امرأة تعرضن لانتهاكات جنسية مختلفة خلال عام واحد .

كما أظهرت الدراسة أن “ثُلث النساء” تعرضن للاعتداءات الجنسية على متن قطارات المترو والأتوبيسات العامة.

* بعد نشر بعض الصور لمشجّعات _يقال أنهن سعوديات_ في حالٍ من السفور والتبرج, عاد الجدل بقوة حول الحجاب والتشكيك في وجوبه والحديث عن قلّة من السعوديات اللواتي يتركنه ما إن يتركن الوطن, والحقيقة أن الحجاب فريضة إلهية وعبادة يُتقرب بها إلى الله ولو أدركت ذلك المسلمة ما ارتدته هنا وخلعته هناك, ومع الاعتراف بوجود خلل في تنشئة البعض وغياب التربية السوية التي تجعل من الالتزام بالحجاب قناعة ذاتية وإيماناً داخليا وليس مجرد رضوخ لمحيط الأسرة أو المجتمع, إلا أن ذلك لا يعني التهاون في بلادنا في شأن فرض الحجاب, فمن تحجبت قناعةً وطاعةً فبها وحسنت وإلا فلتفعل احتراما لقوانين بلد يحكم بشرع الله, وليتهن هداهن الله يعلمن أنهن بذلك المظهر جاوزن الإساءة لأنفسهن إلى الإساءة للإسلام وتعاليمه وللمرأة المسلمة عموما والسعوديات على وجه الخصوص.

* تناقضات وتخبطات صارخة دارت في فلك حضور المشجعات للملعب , فإعلام الإفساد ترك التغطية الرياضية للقاء السوبر والتعاطي المهني وانشغل برصد وجوه الحاضرات في المدرجات, وأصحاب شعارات حرية المرأة وكرامتها داسوا على تلك الكرامة وبعثروا إنسانيتها حين ركزوا عدسات كاميراتهم وأحرف تغريداتهم على تضاريس جسدها وضحكاتها وتمايلها في المدرجات.

أما الأسوأ فهم قلّة ممن انبرى للدفاع عن الحرمات وقيم الإسلام فجعل من حضور بعض المشجعات للمباراة وتساهلهن في الحجاب مسوغاً للولوغ في الأعراض والسقوط في وحل البذاءة والتجريح والقذف ! فليس من العقل والحكمة أن ننكر منكرا فنقع في ذنبٍ أعظم منه؟!.

*اختلفنا أم اتفقنا تظل المرأة السعودية بخير بإذن الله, وسيحميها مولاها بمنه وكرمه ثم بجهود المصلحين, وبوعيها وثباتها بحول ربي سيُفشل الله كيد الكائدين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى