كتاب واصل

التصحر العاطفي وأسبابه :

 

التصحر العاطفي وأسبابه :

unnamed (51)
د سحر رجب مستشار نفسي وأسري مدرب ومستشار معتمد دولي لإزالة المشاعر السلبية أديبة وكاتبة وإعلامية

معنى كلمة تصحر ، هي الجذب وخلو المكان من الحياة والمشاعر . كالصحراء التي تخلو منها الحياة . التصحر العاطفي أو الجوع ليس فقط بين الأزواج ، بل بين كل المحيطين لنا . سواء أبناء ، أصدقاء ، جيران .
التصحر أو الجوع العاطفي الذي يحدث بين الأزواج يكون لنفس شخصية الزوج مثلا نمطه A ونفس نمط زوجته A
يكون التنافر أكبر ، كلما قل التصحر يكون التفاهم أعمق وأشمل . ويكون الود والرحمة بينهما أجمل . فدخول الأب وخروجه من وإلى البيت دون سؤال عن الابناء وأمهم دون ابتسامات وتبادل ضحكات يولد الجفاف العاطفي ، الجفاف دومًا يعكس على حياتنا وفي تعاملاتنا سلبية أكثر ، بينما نحن نريد ونركز دومًا على الإيجابية في كل أمورنا .
انعدام التعامل الإنساني ووجود علاقات بدون تفاعل من الأب وحتى الآخرين . يدعو للسلبية . هناك من لا يستطيع أن يعبر عن مشاعره . رغم أن الإنسان كتلة مشاعر خلقه الله بها تسكنه . إن فقدها مع الأسف يكون لديه عدم توازن واستقرار في حياته . التصحر والجفاف والجوع العاطفي يولد الكبت ، القلق ، التوتر ، الإكتئاب لاحقًا . وهذا نتاج لجفاف العاطفة . اغمر ابناءك وذويك لعاطفتك الجياشة حتى لا يبحث عنها من مصدر آخر هنا يكون القلق والخلل . ابنك ، ابنتك ، زوجتك ، زوجك . كل أسرتك صغيرها وكبيرها بحاجة للعاطفة . حتى الوالدين ما أحوجهم لذلك ، تبادل الأحضان والقبلات والضحكات يولد مشاعر وعاطفة لا مثيل لها . الكلمة الطيبة صدقة أو كما قال صل الله عليه وسلم ، لا تجعل أسرتك تفقد هذا الهرمون المتدفق حيوية وسعادة . هذا الهرمون منشط للحياة الزوجية والأسرية والإجتماعية . لابد من جرعات وافية بين الفينة والآخرى لتتوازن حياتنا وتستقيم ، نجد بعض الفتيات فقدن السعادة الأسرية والإحساس بها بسبب الجدب الحاصل لديها ، لا تتركهم يبحثون عنه خارجًا وأنت المنبع المأمون . كيف تربي الفتاة أولادها وهي فاقدة له . الكثير يدعي الحب وبدعي المشاعر ولكن في النهاية ينطبق عليه أنا لا أكذب ولكني أتجمل . تحطيم المشاعر تلو المشاعر يجعل الحب في عداد الأموات ونترحم عليه لاحقًا ، ونضرب أخماس في اسداس . الحب والمودة والرحمة هي جذور لشجرة تنميها الأسرة . عندما نفقد جذر تلو الأخر فإنها ستصبح عقيم لا جدوى منها البتة . ولن تنجب مرة أخرى . ها نحن نفسد كل شيء بسبب المشاغل والتعالي والكبرياء حتى لمشاعرنا . كيف نسد هذا الجوع العاطفي ؟! حين تغيب كلمات الشكر وأخواتها ك من فضلك ، لو سمحت مع ابتسامة حقيقية ساعة طلب ما . علينا أن نعالج هذا الجوع بكلمات طيبة ساحرة تخرج الثعبان من جحره . ومن بياته الشتوي . إلى ربيع زاهر عطر . لكل شخصية مفاتيح وهي الوعي بأهميته في منح العاطفة والحب . الحب الغير مشروط . فحب الأب نحو أولاده يدفع الطفل لمنحه للآخرين . العدل في منح الحب . مشاركة الأولاد أفراحهم وأحزانهم واحتضانه والمس على الاكتاف والشعر يولد مشاعر إيجابية . الضحك واللعب معهم التوصل لما يريدون . هنا نؤسس عقلية منفتحة بمهارات لائقة غير مفتقدة . نحن نتعامل مع العمر الروحي وليس مع الزمني . إذًا أنا أحتاج للعاطفة ولو بلغت التسعين من العمر ، طالما هناك أنفاس نابضة ، تعامل معي كطفلة ، وأعاملك كطفل وكأن الصغير المدلل لدي . جرب أن تقول لي كلمات ناعمة ترضيني ولو كانت كذبًا عندها ستعتاد وأعتاد أنا . ليكن لدينا طاقة نفجرها عن الحب داخل المكان وخارجه .

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى