كتاب واصل

ثقافة الفواتير

كتبه : حامد الحربي

كنا في زمن مضى كانت الحياة بسيطة جدا ، ولا يتعامل بالفواتير سوى التجار ، ومن النادر جدا أن تجد محلا تجاريا يعطي الزبون فاتورة ، نظرا لبساطة التجاره و بساطة الناس والعيش ، وضعف التقنيه ، والاسعار في ذلك الوقت كانت مواكبة للزمن الاقتصادي والاجتماعي، وكان الناس في ذلك الوقت لديهم ثقافة السؤال عن أسعار المواد التموينيه ، بالرغم من ضعف الامكانيات الماديه والتقنية ، أما في هذا الزمن بالرغم من التطور الهائل الكبير في التقنية وعملية التعليم والتعلم والتطبيقات الالكترونية لتوعية المواطن ، نجد مع الاسف ان أغلبية المواطنين لا يتعاملون بحرفيه مهنية اقتصاديه مع البائع او صاحب المتجر ، حيث يقوم المستهلك بشراء احتياجاته ثم يتوجه للمحاسب ولايسأل بكم هذا ؟ او لماذا هذا ؟ وفي نهاية الحساب لا يطلب فاتورة ، ولايتابع حسابه ، ثقة عمياء لا أعلم كيف اكتسبها هذا المواطن اوذاك، ثقافة الفاتورة او تتبع حساب مشترياتك ادا وقفت امام المحاسب لانجدها الا عند قليل من الناس وربما يتهم هؤلاء بأن هذا حرص زائد أو بخل أو حب المال، ولكن الحقيقه ليست كما يظن البعض أنها حب في الدنيا والمال ولكنها حرص على مالك ومال أولادك ورزقك الذي تكدح الليل والنهار من أجله حتى يأتي آخر الشهر وتحصل عليه ، ثم بقليل من الاستهتار تهدي بعض المحاسبين والتجار جزء من مالك سواءا بعلمهم او بخطأ متعمد او غير متعمد والقصص كثيره ومثيره في هذا الشأن، مع الاسف الشديد أن هذا مانشاهده يوميا في متاجر المواد الغذائيه وغيرها، واذا اردتم التأكد من ذلك فادخلوا احدى المتاجر وراقبوا حركة التسوق والشراء ثم التوجه للمحاسب لن ترى الا نسب قليله هي من تسأل بكم هذا ؟ ولماذا هذا؟ ولماذا حسابي بلغ هذا القدر؟ أو يقول لو سمحت أعطني فاتوره ، أو يقول هل الحساب شامل الضريبه او بدون الضريبه ؟ حتى لايقع في فخ بعض المتاجر الجشعه، ومن المؤسف أنك ترى تكدس الورق في طابعة الفواتير بسبب أن الزيون لايطلبها وهذا بسبب جهل المستهليكين أو أنهم يملكون خزائن الأرض فلا يهمهم هدر أموالهم فالأمر عندهم سيان، مما يعطي المحاسب والتاجر انطباعا و ثقه بأنه لن يساءل أبدا من قبل المستهلك، وتجد المحاسب يغضب ويمتعض من المستهلك الذي يدقق في حساباته ويتذمر لأنه لم يتعود على السؤال والتدفيق من قبل كثير من المستهلكين ، هذا هو الواقع فمتى نملك الوعي وثقافة التدقيق والمتابعه في حساباتنا الماليه والشرائيه حتى لانقع ضحية استغلال وجشع بعض التجار ، ومن يدعي ان متجره خاضعا للضريبه ، احرصوا على أموالكم واحذروا من المخادعين ، فبنيتك الطيبه تسرق أموالك وأنت لا تعلم .
تحياتي لكم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى